علاء الدين ظاهر
كشف الدكتور معاذ علام من تفتيش الآثار الإسلامية بالقليوبية قصة القلعة السعيدية التي كانت من الحصون المميزة في مصر ولها تاريخ كبير لكنها احترقت قبل سنوات بعيدة في ظروف غامضة.
وقال علام:القلاع السعيدية كانت من اكبر الحصون التى بنيت داخل مصر لتحمى اكبر مشروع قومى هو قناطر محمد على الخيرية،وفى 12 مارس 1855ميلاديا وضع محمد سعيد باشا والى مصر أساس القلعة السعيدية بحضور أعضاء أسرته والعلماء الاعلام وكبار موظفى الحكومة والتجار والوجوه المصريين وقناصل الدول.
وولي محمد سعيد باشا والى مصر يوسف باشا محافظ السواحل السابق محافظا للقلعة فى 20 جماد الأخرة سنة 1271 هجري،وقد أشرف على بناء القلاع السعيدية المهندس العظيم الفرنسي جاليس بك الذى كلف من قبل محمد على باشا وابراهيم باشا ببناء والاشراف على بناء قلاع مصر على الطراز الفرنسي المتأثر بالطراز الايطالى.
حيث أن سعيد باشا كلف جاليس بك ببناء القلعة السعيدية بالقناطر الخيرية وانتهى البناء عام 1857م، وكانت القلعة السعيدية للوالى محمد سعيد باشا من أهم الأماكن التى يجلس بها ويحتفل بعيد ميلاده داخل القلعة ويدعو كل الأسرة الخديوية الكريمة وكبار رجال الدولة للاحتفالات الباذخة بداخلها.
وكانت القلعة بها قباب ولوحات جدارية فيها صور له وهو يمتطى جواده، وتوجد لوحات رخامية دعائية للوالى محمد سعيد باشا،وفجأة بعد موت الوالى سعيد باشا دب الحريق والخراب في الطوابي السعيدية القديمة التى بناها سعيد باشا وذلك بسبب أن الخديوى إسماعيل نقل الإشراف على هذه القلاع السعيدية إلى وزارة الأشغال بعد ما كانت فى يد وزارة الجهادية.
وكانت القلاع السعيدية مليئة بالجنود السودانيين، وكان لهم نفوذ كبيرة واهتمام من قبل الوالى سعيد، فاعترضوا على قرار نقل الإشراف على القلاع من وزارة الجهادية إلى وزارة الأشغال، فقاموا بحرق القلاع الحربية السعيدية بكل ما فيها من مدافع وخرائط ورسومات الخاصة بالقلاع السعيدية،ولا يتبق منها غير ساعة مكتب كبيرة.
وقام الخديوى إسماعيل ببناء الطوابي الموجودة على حاليا على مؤخرتى قنطرتى دمياط ورشيد، و وضع بها مدافع ولكن أقل تسليحا من تسليح القلاع السعيدية فى عهد الوالى سعيد، وفى نفس الوقت كان يوجد انحراف فى جسم قناطر رشيد وشروخ فى قناطر دمياط، بسبب الفرش الضعيف للقناطر والبوابات التى تفتح أفقيا أثرت على جسم القناطر،مما أدى إلى إزالة القناطر القديمة وبناء قناطر جديدة فى نفس مكان القناطر القديمة لتركيب بوابات رأسية لعيون القناطر الجديدة.
واضاف الدكتور معاذ علام:الوالى سعيد باشا لم ينشيء من العمارات إلا القلعة السعيدية بالقناطر الخيرية، وأنشا جيشا خاصا بالاستحكامات بالقلعة السعيدية بنظام ورداء وأغذية خاصة، وجيشا عاما به جميع الأسلحة، وكان الغرض من القلعة السعيدية الدفاع عن القاهرة المحروسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق