02‏/12‏/2020

تأجير وسوء إستغلال وتدهور..حال بعض قصور أميرات الأسرة العلوية في رسالة ماجستير

علاء الدين ظاهر 

تعاني العديد من المنشآت الأثرية والتاريخية في مصر من أزمات عدة،علي رأسها شغل بعض الجهات لهذه الأماكن بشكل أثر سلباً عليها،كذلك وقوع بعض هذه المنشآت تحت ولاية وزارة الأوقاف مما أدى لصعوبات في دراستها أمام الباحثين ومشاكل أخري.


ما سبق رصده شريف محمد سيد الباحث الأثري،وذلك في معرض حديثه عن الصعوبات التي واجهته أثناء إعداد رسالته التي تقدم بها لكلية الآداب بجامعة عين شمس بعنوان"منشآت أميرات أسرة محمد على باشا فى القاهرة والجيزة منذ عصر محمد على حتى عصر خديو مصر عباس حلمى الثانى (1222هـ/1805م – 1333هـ/1914م)".


وقد حصل الباحث علي الماجستير بإمتياز من لجنة ضمت أ.د.عبد المنصف سالم نجم أستاذ الآثار الإسلامية ورئيس قسم الآثار والحضارة بكلية آداب حلوان"رئيسا ومشرفا"،وأ.د.محمد محمد حامد علي أستاذ اللغة التركية بقسم اللغات الشرقية بكلية آداب عين شمس"مناقشا"، وأ.م.د.محمد حسام الدين إسماعيل أستاذ الآثار الإسلامية المساعد بكلية آداب عين شمس"مشرفا"،وأ.د.حسام عويس طنطاوي أستاذ الآثار الإسلامية بكلية آداب عين شمس"مشرفا مشاركا".


وقد واجهت الباحث خلال البحث عدة صعوبات منها تحويل معظم قصور الأميرات إلى مؤسسات حكومية ومقرات وزارات،لذا جاءت الصعوبات فى التصوير من داخل هذه العمائر فتم تناول بعض القصور من الخارج فقط خاصة وأن بعض القصور لم يتم التصريح بتصويرها من الداخل، لذا تم التعرض لهم بإيجاز.


 خاصة مع الموافقة للباحثة كريمة حسين برسالتها " واجهات منشآت المعمارى أنطونيو لاشاك الباقية بالقاهرة والأسكندرية" بتصوير هذه القصور من الخارج، لذا فقد أشار لدراستها لهذه القصور ، ومع ذلك فإن التصاريح التى أتت بالموافقة أتاحت له تصوير بعض القصور من الداخل والخارج والتى تنشر لأول مرة، مثل قصر فائقة هانم (مقر وزارة التربية والتعليم) ، بالإضافة إلى خلط الباحثين بين قصر النيل وقصر نازلى هانم الملاصق له والذى تم تناوله وتوقيعه بشكل صحيح.


وبالنسبة لصعوبات التصوير للمنشآت الدينية والجنائزية والأسبلة والمدارس، فكان الأمر كما قال الباحث فى غاية الصعوبة ببعض المنشآت منها زاوية محمد عبد ربه من أعمال الأميرة زينب،حيث قام الأهالى بتجديدها وأضاعوا معالمها كما أستغل الأهالى الطابق الثانى والذى يمثل المدرسة الملحقة بالزاوية كمسكن لهم ولم يوافقوا على تصويري لهذا الطابق،لذا فقد تم تصوير الواجهات الخاصة بالمدرسة فقط.


أما زاوية الدرينى فكانت الصعوبة بتصويرها هو وقوعها داخل حدود القصر العينى وتداخل ولايتها بين أكثر من مؤسسة حكومية، إلا أنه تم الحصول على موافقة تصويرها بعد فترة طويلة ، وكان هناك العديد من الصعوبات فى تصوير جامع العفيفي وقبته وكذلك قبة جميلة هانم نظراً لوقوعهما تحت طائلة الأهالى .


مما صعب معه الرفع المعمارى لقبة جميلة هانم خاصة وأن المسئول عنها حالياً هو أحد المسجلين خطر بمنطقة الأباجية،وادعى أن مفتاح القبة ليس معه مما نتج عنه تصوير القبة من الخارج فقط،والإعتماد فى وصفها من الداخل على صور تم إلتقاطها للقبة منذ عشر سنوات من قبل الإدارة العامة لآثار العصر الحديث قبل أن يتم رفض تسجيل القبة.


كذلك بعض العمائر تم إستغلالها كمقرات حكومية مثل المدرسة الثانوية بالحلمية،التى تم إستخدامها مقراً لإدارة الخليفة والمقطم التعليمية وتم رفض تصويرها من الداخل ، وكان ضمن صعوبات التصوير أيضا أن بعض الواجهات كانت تغطيها الأشجار أو ملتصقة بالأسوار، مما أدى إلى ضيق المساحة أثناء التصوير،فصعب على الباحث الحصول على الواجهة بالكامل فى بعض المنشآت فتم تصوير أجزاء منها .


 كذلك هناك بعض المنشآت التعليمية للأميرات لم يتم التوصل إلى توقيعها أو تحديد موضعها فتم ذكرها وفقاً لما توفر لدي الباحث ، وتمثلت أهم الصعوبات فى عدم الحصول على موافقات وزارة الأوقاف سواء فيما يخص الوثائق والوقفيات أو فى تصوير بعض المنشآت مثل قبة جميلة هانم ، وكانت الصعوبات السابقة فى دخول بعض المنشآت من الداخل سبباً فى رسم بعضها رسماً تقريبياً مثل المدرسة الثانوية بالحلمية وزاوية محمد عبد ربه.


 وتابع الباحث:كذلك كانت من الصعاب التى واجهتنى تأجير بعض المواطنين لمنشآت الدراسة من قبل وزارة الأوقاف،وقد أدى سوء الأستغلال إلى تعرض بعض هذه المنشآت للتدهور وتصدع بعض الجدران أو فقدان السلالم الداخلية لها وهو ما أدى إلى إغلاق هذه المنشآت نظراً لحاجتها الماسة للترميم مثل سبيل شيوه كار هانم والدة أحمد رفعت بالحسين.


وسبيل زيبا هانم والدة محمد على برمسيس وسبيل ممتاز هانم، كذلك بعض المنشآت تم تجديدها بالكامل من الداخل مما أفقدها ملامحها الأصلية مثل زاوية محمد عبد ربه وقصر خديجة هانم بحلوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق