07‏/02‏/2021

أتيليه الإسكندرية الأثرى..صرخة خبراء وفنانين:أنقذوا التاريخ قبل فوات الأوان..تقرير شامل بالصور

علاء الدين ظاهر

كابوس يعيشه مثقفي الإسكندرية خاص بمقر أتيليه الإسكندرية الأثري الذى يشهد نزاعات قديمة ومشاكل عديدة مع الورثة ومحاولات مستمرة لنزع الملكية والتعاقد من مثقفي الإسكندرية والمهددون بالطرد والإخلاء طبقًا لما نشرته بعض الصحف،مما جعل فنانو الإسكندرية وخبراء الآثار وفناني مصر يطلقون صرخة استغاثة لتوحيد جهودهم لإيجاد حل لهذه الأزمة للحفاظ على هذا المبنى وللحفاظ على هذا الصرح الفنى و الثقافى الكبير .


د.ريحان:الأتيليه قيمة تاريخية كبيرة

وكشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن ما استجد في الأمر هو أن المالك حصل على حكم بالطرد، وذلك بناءً على قرار المحكمة الدستورية العليا بإلغاء المادة رقم 18 من القانون رقم 136 لسنة 1981



مشيراً إلى قيمة الأتيليه الأثرية والتاريخية والفنية ويقع أتيليه الفنانين والكتاب بشارع فيكتور باسيلى المتفرع من شارع السلطان حسين بحى وسط الإسكندرية وهو مسجل كأثر بالقرار رقم 538 لسنة 1996.


# تاجر أخشاب

وهو القصر الذى بناه اليونانى تامفكو Tamvco فى الفترة ما بين 1925 إلى 1930 فى عصر الملك فؤاد الذى حكم من 1917 إلى 1936وقد حدثت به عدة تجديدات حين نقل ملكيته إلى أحد تجار الإسكندرية المشهورين وهو تاجر الأخشاب كرم النجار وتمت هذه التجديدات بمعرفة المهندس ماكس إدرى Max Edrie وقد عرف القصر منذ ذلك الفترة باسم قصر كرم.



واضاف الدكتور ريحان أن هناك تاريخ 1893م مكتوب على يمين ويسار الباب الحديدى الرئيسى لحديقة القصر وهو تاريخ المسبك الذى كان يملكه رجل إيطالى وكان يضع تاريخ المسبك على كل عملية يقوم بتنفيذها بغرض الدعاية للمسبك ثم انتقلت ملكية القصر بعد ذلك إلى عدة أفراد حتى بقى على وضعه الحالى.


# تابلوهات فنية

والقصر مكون من طابقين وسطح علوى وبدروم ، مبنى من الحجر الجيرى ويحيط به سور من ثلاث جهات الشرقية والغربية والجنوبية، ويلى السور حديقة القصر ثم المبنى الخاص بالأتيليه، ويبلغ سمك حوائطه 45سم وارتفاع الجدران 5م وسقفه خرسانى عدا الصالة الرئيسية بالطابق الأرضى الذى يسقفها تابلوهات مربعة مزخرفة.



ويؤدى المدخل الرئيسى للأتيليه إلى ردهة مستطيلة بها فتحة باب تؤدى إلى الأتيليه ولهذه الفتحة باب حديدى من مصراعين، ويؤدى هذه الباب إلى صالة نصفها السفلى مكسو بألواح خشبية على شكل مستطيلات بها فتحة باب عليها أربعة مصاريع تؤدى إلى الصالة الرئيسية للمبنى، وهى صالة مستطيلة كسى النصف السفلى منها بألواح خشبية بزخارف نباتية وجامات، وزخرفت الأبواب الخشبية المؤدية للقاعات بالنحت البارز .


# مراسم فنانين

وتابع الدكتور ريحان أن البدروم عبارة عن صالة مستطيلة يفتح عليها ست حجرات تستغل مراسم للفنانين وأنشطة الأتيليه، وفى الجدار الشرقى من الصالة باب يؤدى إلى حجرة مكتب الأتيليه.



وتوجد أربعة أبواب بالصالة الرئيسية فى الجهتين الشمالية والغربية كلها تؤدى لقاعات وقد شيدت على شكل حرف L وهى أربعة قاعات مختلفة المقاسات، ويضم المبنى فراندا بها سلم يؤدى إلى حديقة المبنى بالجهة الشمالية وهذا الجزء يمثل الواجهة الجانبية للمبنى 


# زخارف كيوبيد

ويحوى الطابق الثانى عشر حجرات تطل على الجهات الشمالية والشرقية والغربية من المبنى وكل هذه الحجرات هى مراسم لفنانى الأتيليه، وجميع الأبواب الفاصلة بالقاعات عليها زخارف آدمية تشبه كيوبيد ، ويمكن الوصول إلى سطح المبنى عن طريق سلم جانبى صغير بالجدار الغربى وقد كسيت أرضية السطح ببلاطات من الفخار ذات اللون الأحمر.



أما المبنى الملحق فيقع أقصى الركن الجنوبى الغربى وكان يستخدم مبانى خدمية للمبنى الرئيسى وهو مغلق بمعرفة المالك الأصلى، وتقع بأقصى الركن الجنوبى الشرقى للمبنى حجرة الحراسة.


# تحف منقولة

ونوه الدكتور ريحان إلى أن القصر يضم تحف منقولة رائعة الجمال تشمل أربعة أبوب خشبية وتجليد خشبى لجدارن الصالة الرئيسية، أما الباب الأول والثانى فيغلق عليهما مصراعين من الخشب عرض كل مصراع 70سم وطوله 3م وسمكه 6سم.



ويزين كل مصراع من الخارج أربع حشوات، حشويتين مربعتين من أعلى وأسفل وحشويتين مستطيلتين بالوسط ويشغل الحشوة العلوية شكل معين داخله دائرة بداخلها وجه آدمى ويحيط بالمعين شكل فازة يخرج منها فروع نباتية والحشوة المربعة السفلية خالية من الزخارف، أما الحشوتين المستطيلتين فيزينهما زخارف نباتية يتوسطها شكل درع.      


عادل المصري:ما يحدث إغتيال فني للتاريخ

من جانبه قال عادل المصري الباحث المتخصص في الآثار أن مأساة الراية البيضاء مع المبانى الأثرية والتراثية تتكرر مرة أخرى بالإسكندرية بمحاولة الاغتيال الفنى و الثقافى لمقر أتيليه الإسكندرية بمبنى قصر تمفاكو الأثرى، ويقع بشارع فيكتور باسيلى المتفرع من شارع السلطان حسين بالإسكندرية


# مسجل آثار

والقصر مسجل ضمن آثار مصر الإسلامية تحت رقم 538 لعام 1995 و أيضا مسجل فى عداد المبانى التراثية طبقا للقرار الوزارى رقم 287 لعام 2008 تحت رقم 1346، وهو مبنى أثرى رائع يرجع تاريخه إلى عهد الملك فؤاد الأول بدأ تشييده الثرى اليونانى جورج تمفاكو منذ عام 1925 وقام بتصميمه مهندس إيطالى الجنسية.



ويتكون المبنى من طابقين وبدروم وسطح وأضيف له ملحقات بعد ذلك والمدخل الرئيسى يطل على شارع فيكتور باسيلى ويحيط بالقصر أسوار من جميع الجهات عدا الجهة الشمالية،وتحولت ملكية القصر بعد ذلك لتاجر أخشاب كبير من الشام يدعى إدوارد كرم وعنه عرف القصر باسم "قصر كرم"


# أخشاب نادرة

 وقد زاد و أضاف كرم بعض الأعمال والتجديدات فى القصر عن طريق مهندس يدعى ماكس أدريانو و كان منها تغيير الأرضيات الرخامية واستبدالها بأنواع نادرة من الأخشاب التى كان يجمعها من الخارج،و بعد ذلك تعاقب الملاك على القصر عدت مرات ،وفى عام 1956 اشتراه البنك المصرى الإيطالى وتم تأجيره بمعرفة البنك كمقر لأتيليه الإسكندرية.



 وأتيليه الاسكندرية قد تأسس عام 1934 على يد الفنان الكبير محمد ناجى الذى ترعرع فنيا فى مرسم الفنان الكبير لورنزو زانييرى المشهور بزنانيرى،وقد سبق أتيليه الإسكندرية بذلك أتيليه القاهرة بحوالى عقد من الزمان ويعد أقدم جمعية ثقافية فى مصر تضم كتاب وفنانين وقد تنقل الأتيليه بين أكثر من مقر .


# قاهر الصخر

وتابع المصري:ويقال أن مقره الحالى قد انتقل إليه من فيلا بشارع فؤاد إلى قصر تمفاكو بواسطة قاهر الصخر النحات السكندرى الكبير الفنان محمود موسى،وهو الذى سعى لذلك بعدما ارتبط اسمه بأتيليه الإسكندرية منذ أن أهداه الفنان الألمانى هاينز ميتشيل إحدى حجرتيه بمقر الأتيليه السابق قبيل الحرب العالمية الثانية و قد قام بالتنازل لموسى عن الحجرة قبل أن يعتقله الإنجليز.



والقصر مزين بالعديد من النقوش والزخارف الجصية والخشبية والمنحوتات الرائعة فالمدخل الرئيسى للقصر معقود بعقد نصف دائرى يستند على اثنين من الأعمدة الاسطوانية فى جانبيه ويصعد إليه بدرجات رخامية ويعلو المدخل شرفة صغيرة بمستوى الطابق الثانى لها درابزين حجرى وأسفل الدرابزين زخارف نباتية تشبه الأكليل يتخللها نحت لأشكال آدمية


# أشكال آدمية

ويتكرر ذلك أسفل كل شرفات القصر وأعلى الواجهة الرئيسية ينتهى بشكل جمالونى يستند على شريط حجرى من المربعات الصغيرة أسفله أفريز من الزخارف النباتية الرائعة التى تتخللها منحوتات لأشكال آدمية مثل كيوبيد.


والمبنى الخاص بالأتيليه سقفه خرسانى ولكن الصالة الرئيسية بالطابق الأرضى سقفها عبارة عن مربعات خشبية يتخلل كل مربع زخارف مختلفة الألوان وكسيت جدرانها حتى المنتصف بالأخشاب ويربطها بالقاعات أبواب خشبية عليها نحت بارز لأشكال آدمية وزخارف نباتية 


# مكان بديع

والقاعات بها شرفات ذات عقود نصف دائرية كسيت بالخشب أيضا وبها زخارف نباتية مطعمة باللون الأخضر والذهبى،ويصعد للطابق الثانى بسلم خشبى وتستخدم القاعات بهذا الطابق كمرسم للفنانين بالاتيليه وتفصل القاعات عن بعضها أبواب خشبية ذات أشكال آدمية أيضا.


ويشغل هذا المكان الأثرى البديع منذ عقود أتيليه الإسكندرية وهو مركز اشعاع فنى وثقافى حيوى وهام على مر الأجيال وملتقى لكل الكتاب والفنانين من أساتذة وهواه و لكن للأسف المبنى محل نزاع منذ عام 2015 ومشكلات عديدة مع الورثة ومحاولات مستمرة لنزع الملكية والتعاقد وحكم صادر بالطرد وصدامات قائمة حتى كتابة هذا المقال.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق