كتبت .. إبتهال مخلوف
لا يزال فن التحنيط عند المصريين القدماء لغزًا يحير العالم، خاصة أن علماء الأثار لم يتوصلوا إلا لبرديتين عن أسرار تحنيط المومياوات الفرعونية.
وفى اكتشاف علمى هام، عثرت صوفى شيدت عالمة المصريات بجامعة كوبنهاجن الدنماركية على معلومات جديدة عن التحنيط لدى الفراعنة فى بردية شهيرة.
وهذه الوثيقة هى جزء من "بردية اللوفر وكارلسبرج" التى عمرها 3500 عام وموجود نصفها فى متحف اللوفر بفرنسا وعن الطب الفرعونى، والنصف الأخر محفوظًا ضمن مجموعة "برديات كارلسبرج" بمعهد المصريات بجامعة كوبنهاجن.
كانت عملية التحنيط فنًا مقدسًا فى الحضارة الفرعونية تنتقل بين الكهنة شفاهة؛ فلم يعثر علماء الأثار على نصوص كثيرة تشرح خطواتها.
تذكر العالمة صوفى شيدت أن البردية تضم خطوات لم تعرف من قبل عن سر "الصنعة" لدى كهنة التحنيط وهى أشبه بملاحظات لتذكيرالمتخصصين فى ممارسة تحنيط المومياوات.
وذكر موقع "ساينس ألرت" أن المخطوطة تضم تعليمات لتحنيط وجه الشخص المتوفى، حيث يغطى بقطعة قماش من الكتان الأحمر مشبعة بمحلول نباتى من عطرية ومواد راتينجية لتساعد فى ثباتها وحماية الوجه من الحشرات والبكتيريا.
وتضم الجدول الزمنى الكامل للتحنيط الذى يستغرق 70 يومًا، مقسمًا إلى نصفين: فترة تجفيف لمدة 35 يومًا وفترة تغليف مدتها 35 يومًا، ويقسما بدورهما لـ 17 مرحلة كل منها مدتها أربعة أيام يغطى فيها الجسم بقطعة قماش وقش مشبع بالمواد العطرية لإبعاد الحشرات.
ويرجع تاريخ البردية البالغ طولها ستة أمتار لعام 1450 ق.م، لذا تعد أقدم وثيقة عن التحنيط تسبق البرديتين المعروفتين بأكثر من ألف عام.
الدراسة جزء من أطروحة العالمة للدكتوراه وينتظر أن تنشر نتائجها العام القادم مع تحليل لبردية اللوفر التى تضم معلومات عن الطب الفرعونى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق