17‏/03‏/2021

دكتوراة لرئيس المتاحف السابق عن دور المتاحَف الإَقَليمية في التعلم مدى الحياة بمصر



علاء الدين ظاهر

حصلت الدكتورة إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف السابق ومستشار وزير السياحة والآثار الحالي لشئون المتاحف الكبرى علي درجة الدكتوراة في علوم المتاحف،وذلك عن رسالة بعنوان"المتاحَف الإَقَليمية ودورها في التعلم مدى الحياة بمصر: "التحديات والاتجَاهات المستقبلية وتحقيق المشاركة والتنمية المجتمعية".  َ

 

وفي بحثها قالت الدكتورة إلهام صلاح أنه تعد المتاحف الإقليمية من أهم أنواع المتاحف في مصر، والتي تُمثل التاريخ القومي المحلي للمحافظات المصرية، حيث يوثق وُيمثل هذا النوع من المتاحف القيم المجتمعية المتطورة؛ ويلقي الضوء على حواس التاريخ المصري المتأثر بالأفكار الفلسفية المصرية الأصيلة،وتعكس المتاحف الإقليمية رسائل وقّيم متعددة، وفي الوقت نفسه، تواجه المتاحف الإقليمية العديد من الأزمات المعقدة والتحديات والصعوبات، لاسيما تلك المتعلقة بالنواحي المالية والتمويل.

 

وأضافت، تتعرض جل المتاحف اليوم إلى ضغوط شتى؛ لكي تُثبت قيمتها الاجتماعية وأهمية وجودها، كما أن هناك طلبًا متزايًدا عليها لتطبيق طرق لقياس أدائها حتى تكون أكثر ملائمة للعالم التجاري، ورغم قلة الدخول والموارد المالية الخاصة بها، يتثنى للمتاحف الإقليمية أن تلعب دورًا اجتماعيًا حيويًا جديًدا في تنمية المجتمع.

 

وتابعت صلاح يمكن أن تساعد المتاحف الإقليمية في حماية بعض الأفكار والقّيم، فعلى سبيل المثال، أدوات الترجمة الشفوية للزائرين في المتاحف الإقليمية لها تأثير حيوي على مجتمعاتهم، حيث يمكن أن تكون عدة وسائل السرد القصصي والتفسير هي الطريقة الأكثر فاعلية لتواصل المتاحف مع الزائرين المتطلعين دائما إلى مزيد من الخدمات التعليمية والترفيهية في المتحف.

 

فمن الممكن أن تكون أدوات السرد القصصي والتفسير الفورية وسيلة للتنمية الاجتماعية إذا كانت هذه الأدوات منظمة وممتعة ومناسبة للجمهور، كما تقدم المتاحف الإقليمية تجارب التعلم مدى الحياة، وتسلط الضُوء على أهمية ذلك، والذي ينقسم إلى تعلم رسمي وغير رسمي، حيث يهدف البحث إلى مناقشة دور وأهمية المتاحف الإقليمية في التََعلُّم بصفة عامة والتعلم مدى الحياة بصفة خاصة، وقياس ومعالجة الفجوة بين المتاحف الإقليمية وجمهورها المحتمل.

 

وأوضحت صلاح أن الدراسة اتخذت في جانبها العملي التطبيقي، متحف سوهاج القومي كأنموذج لدراسة الحالة، حيث تََمّيَز بأسلوب عرض متحفي حديث؛ ساعد بدوره على التواصل بين التراث الثقافي المادي للمحافظة عبر تاريخها وبين الزائرين.

 

وأشارت إلى أن إعداد قصة العرض المتحفي للمتاحف المصرية هي مهمة رئاسة قطاع المتاحف بوازرة السياحة والآثار المصرية، ومن هنا يستلزم بناء العرض المتحفي وفق سرد قصصي ممتع يحقق الإفادة العلمية والمتعة البصرية للزائرين، حيث يضيف السرد القصصي للعرض المتحفي مزيًدا من الإثارة والتشويق إلى المحتوى التاريخي والأثري المعروض، ويزيد من اهتمام وتطلع الزائر للتعلُّم والمعرفة، حيث يلعب سرد القصص دورًا مهما في بيان التسلسل الزمني للعرض؛ كما يمكن الزائر من فهم سبب اختيار ووجود كل قطعه معروضة ومدى توظيفها لخدمة العرض المتحفي.

 

لذا، تكشف القصص وثيقة الصلة بالمقتنيات بالمتاحف عن التراث المادي وغير المادي للأمة، حيث يعد استخدام أدوات تفسير وبيان قصة المعروض الفني في المتاحف الإقليمية المصرية هو أحدث اتجاهات العرض المتحفي، ويزيد الإبداع والجمال للمقتنيات المتحفية بمدى ارتباط كل قطعه بالقصة التي ترويها.

 

وتابعت إلهام صلاح مستشار وزير السياحة والآثار، تهدف هذه الأطروحة البحثية إلى التعرف على أدوات التفسير المناسبة، والتي يتم تطبيقها حاليًا في متحف سوهاج كأحد المتاحف الإقليمية بصعيد مصر، حيث يوفر استخدام أسلوب سرد القصص في العرض التواصل المعرفي الجاد بين المعرض وال ازئر.

 

بالإضافة إلى ذلك، تهدف الد ارسة إلى توضيح سرد القصص كوسيلة للشرح التعليمي في المتاحف التي تم افتتاحها مؤخًار في مصر، حيث كان التخطيط لبناء قصة العرض بهذه المتاحف معتمًدا على توظيف القطع المتحفية وفق القصص التي ترويها.

 

وتَُعُّد المتاحف ذات تأثير عميق على عملية التََعلُّم مدى الحياة، حيث تمثل المتاحف أدوات نشطة لتعزيز الاندماج الاجتماعي والمواطنة الفاعلة والتنمية الذاتية، كما يعد نجاح التجارب التي تقدمها المتاحف أكبر حجة للرد على إثارة الشكوك حول عملية التََعلَّم مدى الحياة.

 

فمنذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي، تم تطوير أفكار جديدة لاستخدام المتاحف في تثقيف وتنوير المجتمع؛ وذلك لرفع مستويات الثقافة العامة وزيادة وعي وتحضر المجتمع، وبذلك باتت المتاحف واحدة من المؤسسات التعليمية والثقافية الرئيسة في المجتمعات، فهي بمثابة موارد علمية وثقافية للبشرية، تعمل على زيادة المعرفة وتغذية الروح الإنسانية عبر الأجيال

 

وختمت إلهام كلماتها قائلة، من هنا توضح هذه الأطروحة البحثية دور المتاحف في تجربة التعلم مدى الحياة، مع دراسة التحديات والصعوبات التي تواجه المتاحف الإقليمية المصرية في قضايا التعلم مدى الحياة ومدى قدرتها على إحياء الحَرف التراثية الشعبية لتحقيق التنمية المجتمعية.

 

وقررت لجنة المناقشة المكونة من أساتذة علم المتاحف والآثار الأستاذ الدكتور علي عمر، والأستاذ الدكتور جيدو فاكلر، والأستاذ الدكتور طارق توفيق، والأستاذ الدكتور نهى شلبي منح الباحثة إلهام صلاح درجة الدكتوراة بدرجة امتياز في علوم المتاحف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق