علاء الدين ظاهر
وقف العالم كله مساء اليوم منبهرا وهو يتطلع إلي هذا المشهد الساحر في قلب مصر..كل العيون كانت ترقب ميدان التحرير لتتابع موكب المومياوات الملكية أثناء خروجه من المتحف المصري في ميدان التحرير حتي وصوله إلي المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط،حيث المرقد الأخير لمومياوات 22 من أعظم ملوك وملكات مصر عبر التاريخ.
وعلي قدر قيمة وأهمية الحدث كان الإستقبال في متحف الحضارة،حيث كان الرئيس عبد الفتاح السيسي حاضراً لإستقبال ملوك التاريخ هناك،فيما تم إطلاق 21 طلقة مدفع ضمن إجراءات إستقبال يليق بعظمة ومكانة ملوك مصر،كما إفتتح قاعة العرض المركزي في المتحف القومي للحضارة.
وقد سبقت الموكب إجراءات أمنية كبيرة،حيث أن العربات المشاركة في الموكب تم إعدادها في ارض الحزب الوطني بميدان عبد المنعم رياض،ثم اتجهت إلي حديقة المتحف المصري بالتحرير،حيث توقفت أمام بوابة المتحف الرئيسية من الداخل قبل الإنطلاق.
وقد حضر أكثر من 400 صحفي ووسيلة إعلامية من مصر والعالم كله لتغطية الحدث،فيما قامت المذيعة جاسمين طه زكي بتقديم الحفل،والتي قالت أن العالم كله يري مصر بعين التاريخ الذي يقدره الجميع،حيث يتحرك 22 ملكا وملكة من التحرير قلب مصر النابض بالتاريخ،حيث تتوسطه مسلة الملك رمسيس الثاني تحيطها الكباش الأربعة،والتي سيدور الموكب حولها وسط الأضواء المبهرة في الميدان،ليتجه بعدها الموكب إلي ميدان سيمون بوليفار ثم الكورنيش ومنه إلي الفسطاط ثم المتحف القومي للحضارة.
وبالتوازي مع الحدث،أطلقت وزارة السياحة والآثار حملة دعائية كبري للترويج للموكب،وقامت الوزارة بترجمة النص الخاص بالفيلم الترويجي الذي أطلقته بمشاركة عدد من الفنانين المصريين إلى 14 لغة مختلفة من ضمنها الإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية والإيطالية والصينية والإسبانية والسويدية والهولندية وغيرها.
وقد قامت الوزارة بإرسال هذا الفيلم بعد ترجمته باللغات المختلفة إلى السفارات المصرية في الخارج، وكذلك إلى السفارات الأجنبية في مصر لنشره والاستفادة منه في الترويج السياحي لمصر وللموكب،وتم وضعه على الصفحات الرسمية للوزارة وللهيئة على مواقع التواصل الاجتماعي انستجرام والفيس بوك وتويتر وYou Tube في الأسواق العربية والدولية وخاصة في الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة الي مصر.
وهذه الحملة الدعائية تضمنت أيضاً شراء مساحات إعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة للترويج لهذا الحدث في عدد من الأسواق السياحية الهامة والتي تمثل أهمية بالنسبة للسياحة المصرية، ومن بين هذه الدول السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وبيلاروسيا، وأوكرانيا، وإنجلترا، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا.
وقد شارك في هذا الفيلم الترويجي عدد من الفنانين المصريين هم الفنان القدير حسين فهمي، والفنان آسر ياسين، والفنانة أمينة خليل، حيث قدموا من خلاله نبذة عن تاريخ كل من ال ٢٢ مومياء ملكية التي سيتم نقلها والمتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط، وأهم مقتنياتهم الأثرية الفريدة.
وعن المكان الذي خرجت منه هذه المومياوات،فقد تم العثور عليها في خبيئة الدير البحري في عام 1881 من "المقبرة رقم TT320"،وتُعرف هذه الخبيئة باسم "الخبيئة الملكية"، وهي مقبرة أثرية تقع بجوار الدير البحري في جبانة طيبة في غرب الأقصر.
ومن بين المومياوات الملكية التي عثر عليها بداخل تلك الخبيئة: مومياوات الملوك سقنن رع تاعا، أحمس الأول، أمنحتب الأول، تحتمس الأول، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، ستي الأول، ورمسيس الثالث ورمسيس الثاني، ورمسيس التاسع، ومن الملكات أحمس- نفرتاري.
وخبيئة مقبرة الملك امنحتب الثاني في عام 1898،حيث عثر عالم المصريات الفرنسي فيكتور لوريه في عام
1898على هذه الخبيئة في وادي الملوك بالأقصر، والتي عُثر بداخلها على العديد من المومياوات الملكية منها مومياء امنحتب الثاني، تحتمس الرابع، أمنحتب الثالث، مرنبتاح، سا بتاح، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، ستي الثاني، والملكة تي.
ومنذ اليوم الأول للإعداد والتجهيز لعملية نقل الـمومياوات الملكية، تولي وزارة السياحة والآثار اهتماماً وعناية ودقة بالغة باختيار كافة التفاصيل الخاصة بهذا الحدث، بدءاً من اسم الحدث باللغة العربية والانجليزية، والشعار المختار، والديكورات، والألوان، وملابس المشاركين، والفرق الموسيقية الرسمية للدولة والتشريفة الرسمية، وشكل العربات الخاصة بنقل المومياوات.
بالإضافة الى الأغاني التي تم اعدادها خصيصا للفاعلية، والكلمات القديمة المستخدمة لأول مرة في الغناء على المسرح اليوم، والأفلام المعدة خصيصًا لهذا الحدث، فعلى سبيل المثال الموسيقي التي سيتم عزفها موسيقي مصرية قديمة.
والأهم أن كافة فعاليات هذا الحدث من تنفيذ وإخراج المصريين حيث شارك به حوالي ٣٥٠ طالب وطالبة وأطفال وأشهر الفنانين المصريين، إيماناً بأنهم الأكثر ارتباطاً وشعوراً بالحدث لإظهار الحب والاحترام للأجداد.
كما شارك طلبة كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية بجامعة حلون حيث قاموا بتجميل الحوائط الخرسانية الموجودة في أماكن متفرقة على طول طريق سير الموكب برسم جداريات فنية تعتمد فكرة تصميمها علي توثيق تراث الحضارة المصرية القديمة بطريقة فنية بكل ما تحمله من أصول فنية ومعان رمزية وتعبيرية، بأسلوب فني حديث يتماشى مع مجتمعنا المصري المعاصر، بالإضافة إلى تجميل أحواض النباتات الموجودة بمتحف الحضارة برسومات تعكس مظاهر الفن في العصور التاريخية المتخلفة بمصر، وتجميل بعض الأعمدة الرخامية بنحتها بنقوش أثرية، كما تم تصميم عدد من اللوحات التي توضح محتوى المتحف.
# الشعار الخاص بالحدث
كان اختيار الشعار الخاص بهذا الحدث أحد أهم التفاصيل التي حرصت الوزارة على اختيارها بدقة وبصورة مميزة تعكس دلالات وسمات قوية ترتبط بالطبيعة الخاصة بالحدث، حيث جاء اختيار التصميم والألوان مستوحى من الحضارة المصرية القديمة،فألوان الشعار جاءت مزدوجة ما بين اللون الأزرق الداكن والذهبي وهو ما جاء مستوحى من العقيدة المصرية القديمة
بدأت استعدادات عملية نقل المومياوات، منذ حوالى عام ونصف حيث بدأت بعمل دراسة شاملة لحالة كل مومياء قبل البدء في عملية التغليف واكتشاف نقاط الضعف بها وتقويتها وترميمها بأيادي مصرية من فريق عمل من مرممي الوزارة الأكفاء المصريون الذين قاموا أيضاً بتغليف المومياوات مستخدمين أحدث الطرق العلمية.
وتمت عملية نقل المومياوات الملكية وفقًا لإجراءات محددة تراعى فيها كل معايير الأمان والسلامة المتبعة عالمياً فى نقل القطع الأثرية، وذلك من خلال وضعها داخل وحدات تعقيم مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية، ثم تحميلها على عربات تم تصميمها وتجهيزها لتلك العملية بما يضمن التحكم في الاهتزازات بهدف الحفاظ على سلامة المومياوات.
وإستقبلت المومياوات استقبالاً عسكرياً يليق بعظمة وهيبة الأجداد بإطلاق 21 طلقة تشریفیة بالمتحف القومى للحضارة المصریة بالفسطاط، وإضاءة على طول خط السير الذي شهد تطويراً كبيراً في ضوء توجيهات فخامة رئيس الجمهورية بضرورة تطوير المناطق الموجودة على خط سير الموكب بداية من ميدان التحرير وحتى الفسطاط.
وقد شملت أعمال التطوير رفع كفاءة جميع الشوارع علي خط السير، وتطوير ميدان التحرير: بوضع مسلة بميدان التحرير كانت مقسمة على ٣ أجزاء تم ترميمها وتركيبها، وكذلك ترميم ووضع 4 كباش ليست من الكباش الموجودة بطريق الكباش ولكنها من خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدينة الأقصر.
بالإضافة الى ترميم سور مجرى العيون، ورفع كفاءة بحيرة عين الصيرة وإعادة توظيفها، وإنشاء كوبري لربط عدد من الطرق لتسهيل الوصول إلى المتحف القومي للحضارة المصرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق