علاء الدين ظاهر
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن الموكب المقدس يكشف كل يوم عن مكنونات حضارية لهؤلاء الملوك العظام ومنها ثلاثية الحب والجمال والمرأة فى حياة هؤلاء الملوك.
# جمال وحلاوة
وعن الجمال يشير الدكتور ريحان إلى شعر الملكة تيي حديث الساعة الذى تميز بجماله وكان السبب فى الكشف عن حقيقة موميائها وقد انبهر البعض بلون الشعر الأحمر وهو فى حقيقة الأمر الشعر الأسود الذى يزيد من جمال ملكات مصر وحولته مواد التحنيط إلى اللون الأحمر وكان للملكة تيى خلطة خاصة بشعرها، مكوناتها جميعًا من المواد الطبيعية منها دهن البقر بالإضافة إلى زيت الخروع والصنوبر
ويكشف الدكتور ريحان عن سر كشف حقيقة المومياء عن طريق خصلة شعرها مما توصل إليه العالم المصرى الكبير الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق وأمين المجلس الأعلى للآثار وقت تحليل الحمض النووى لشعر الملكة تيي عام 2010
وأشار الدكتور ريحان إلى أن الملكة تيي دفنت في مقبرة أخناتون الملكية في تل العمارنة مع ابنها وحفيدتها والذى عثر بها على خصلات شعرها الجميل وأمّا موميائها فتم العثور علىها ضمن المومياوات الثلاثة عشر التى تم نقلها إلى مقبرة أمنحتب الثانى KV35 .
وكشف عنها بواسطة فيكتور لوريه في عام 1898 بجوار اثنتين من المومياوات الأخرى في غرفة جانبية من المقبرة وكان بالمقبرة مومياء سيدتين أعطيت أسماء مميزة، حيث تيي وصفت بأنها "السيدة الكبيرة" بينما كانت المرأة الأخرى "السيدة الصغيرة"، وجادل العديد من الباحثين بأن السيدة الكبيرة هي الملكة تيي.
وتابع الدكتور ريحان بأنه فى عام 2010 تم تحليل الحمض النووي، للملكة تى برعاية الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى ذلك الوقت الدكتور زاهي حواس والذى تم من خلاله التعرف رسميًا على السيدة الكبيرة بأنها الملكة تيي، حيث كانت خصلات شعرها الموجودة داخل مقبرة توت عنخ آمون مطابقة لحمض السيدة الكبيرة
وقد أجريت دراسة بالأشعة المقطعية تحت إشراف الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار فى ذلك الوقت والذى اكتشف أنها بنت يويا وتويا، وأم الملك أخناتون الذي عثر على مومياه بالمقبرة رقم 55 واتضح أن السبب في محافظة موميائها على شعرها حتى الآن، هو أن المصري القديم كان يثبت شعر الملكة المتوفية تثبيتًا قويًا حتى يذهب معها إلى العالم الآخر، كما كان يقوم بعمليات تجميل «بيحشي بين الجلد عشان يبقى عنده نضارة وجمال في العالم الآخر» طبقًا لما ذكره الدكتور زاهى حواس
# الغرام المقدس
وينتقل الدكتور ريحان إلى الجزء الثانى من الثلاثية الخاص بالحب فى حياة ملوك الموكب المقدس وأشهر القصص الذى جمعت بين الملك أمنحتب الثالث والملكة تيي، وهي القصة التي تحدت العادات والتقاليد، ومن أجلها أمر بتغيير القوانين المقدسة لكهنة آمون؛ حيث كانت «تيي» من خارج الدماء الملكية ولا يجوز زواجهما، ومن أجلها أمر بإنشاء بحيرة شاسعة لمحبوبته العظيمة، ومن أجلها أيضا أمر بإقامة معبد كرسه لعبادتها في منطقة صادنقا، على بعد 210 كم جنوبي وادي حلفا.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن بهو المتحف المصري في القاهرة يشهد على وجود تمثال عملاق للملك أمنحتب الثالث تجلس إلى جواره محبوبته تي بنفس الحجم، في دلالة فنية على علو الشأن وعظيم الحب
وأشار إلى معبدي أبوسمبل اللذين خلدا أعظم قصص الحب التي جمعت بين الملك رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري (جميلة الجميلات) كما أعد من أجلها ،بوادي الملكات، أجمل مقابر تصور الملكة المحبوبة مرتدية ثياب الكتان الناعم، وتزدان بالحلي الملكية النفيسة، تصاحبها الآلهة.
ولفت إلى قصة الحب التي جمعت بين الملك أحمس الأول وزوجته أحمس- نفرتاري، وهي الزوجة التي شاركته في الحكم، وأقام لها معبدًا في طيبة
وعن المرأة الجزء الأخير من الثلاثية يشير الدكتور ريحان أنها العنصر الفاعل فى هذه الثلاثية فهى منبع الحب والجمال وقد كرًمها المصرى القديم فكانت الملكة .
حيث بلغن ملكات الدولة الحديثة 60 ملكة، (34) ملكة فى الأسرة الثامنة عشر منهن تسعة أجنبيات، 17ملكة فى الأسرة التاسعة عشر منهن ثلاثة أجنبيات، 9 ملكات فى الأسرة العشرين منهن ملكة واحدة أجنبية وقد حملت ملكات الدولة عدد 172 لقب "زوجة المعبود آمون"، "طاهرة اليدين"، العظيمة في القصر"، "سيدة الحب"، "سيدة الجمال"، "عظيمة البهجة
وكانت "ماعت" رمز العدالة حيث كان ملك مصر يختار من تشاركه العرش حتى تستقيم "ماعت" بوجود ذكر وأنثى معًا وهناك العديد من الألقاب ذات الدلالات الاجتماعية كما نجد العديد من الملكات يصُورن مع أزواجهن وأبنائهن في مشاهد تشير إلى مشاعر الحب والمودة بين الزوجين
# الحياة إمرأة
ويوضح الدكتور ريحان أن المرأة فى مصر القديمة كان لها الفضل في اكتشاف معدن النحاس وكان قدماء المصريين يرسلون بعثات وحملات للتعدين لاستخراج الفيروز من سيناء وكانت المرأة ترافق زوجها في الرحلة.
وكن النساء يقمن بإعداد الطعام على مواقد بدائية عبارة عن حفرة في الأرض الجافة توضع بها قطع الأخشاب وفروع الأشجار للوقود قبل اكتشاف الفحم النباتي وقد لاحظن النساء البريق المعدني الأصفر يلمع وسط رماد النار بعد خمودها وقد كانت بعض مكونات النحاس بسيناء على شكل رواسب في الطبقات السطحية من الأرض، وبذلك بدأت عمليات اكتشاف النحاس.
وينوه الدكتور ريحان إلى المكانة الرفيعة للمرأة في مصر القديمة حيث كانت لها مكانة مميزة سواءً كانت أمًا أو زوجة وكان لها الكثير من الحقوق القانونية فاقت ما تمتعت به النساء في الحضارات القديمة من حضارات العرق القديم وشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد اليونان والرومان فقد كانت تتلقى المهر من زوجها عند الزواج،وكانت لها ذمتها المالية وممتلكاتها الخاصة كما كان من حقها الطلاق إذا ما فشلت الحياة الزوجية.
وينتقل بنا الدكتور ريحان إلى الجمال فى حياة المرأة المصرية المصرى القديم فقد اهتم المصرى القديم بتصوير المرأة فى أجمل صورة وتفانى رجال مصر القديمة فى إسعاد زوجاتهم بتقديم العطور والهدايا وحرصت المرأة على أن تتزين لزوجها ليراها فى أبهى صورها عند عودته إلى المنزل من يومه الشاق بالعمل.
وصنع المصرى القديم الكحل والروج والكريمات والعطور والبخور والحناء والشعر المستعار “الباروكة” وإكسسورات المرأة، وقد عثر على الكحل والزيوت العطرية والمساحيق فى المقابر واستخرج الكُحل من الملخيت من خامات النحاس أخضر اللون والذى ينتشر بسيناء والصحراء الشرقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق