علاء الدين ظاهر
ذكريات كثيرة يحملها مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار عن شهر رمضان المبارك،وقد رواها لنا قائلاً:نشأنا فى قرية كفر أبراش محافظة الشرقية فى الستينيات،حيث كان الريف المصرى فى هذا الوقت لا توجد فيه أية مرافق ويعتمد معظم سكانه على الزراعة.
والبيوت جلها من الطين الا القليل جدا وهى للمدرسين الذين ذهبوا للأعارة فى الدول العربية وتغير حالهم ولا توجد الا المدرسة الأبتدائية المشتركة،وكنا نذهب للمدرسة صباحا ثم نذهب للحقل أما للمذاكرة على حواف الترع والمصارف فى الضوء الطبيعى أو لمساعدة الوالد فى إطعام الحيوانات وبعض أعمال الحقل.
وكنا ننتظر رمضان بفارغ الصبر لأنه فرصة حيث تضاء المساجد بالكلوبات ونذهب لأماكن قراءة القرآن،حيث كانت الأسر المسيورة تستضيف القراء لختم القرآن مع شرب بعض المشروبات الباردة والساخنة،وكانت وجبة الإفطار الأساسية الفتة وأغلبها بلا لحمة،وعبارة عن شوربة بصل على كسر عيش وبعض الرز الأبيض.
عدا يوم السبت حيث سوق البلدة،حيث كنا نأكل المحشي الذي كانت تشتهر به قريتنا،حتى أنه من كتر ودقة وجودة صناعتة سميت بقرية المحشى،فهو أسرع أكله تجيدها النساء ويلفون كل أنواع الورق حتى لا أبلغ ورق الجرائد حيث يوضع الأرز الفائض على الجرائد،وكان سحورنا أحيانا يتم بحلة محشى أخرى.
وكنا بعد الإفطار نذهب لملعب القرية حيث مسابقة رمضان الرياضية،أو مشاهدة التلفزيون الأسود والأبيض حيث كانت قلة قليلة جدا من تمتلك هذه الرفاهية،وكان عم عبدالحليم رحمة الله عامل النادى يجبرنا على الجلوس أرضا ولا حس ولا نفس،بعدها نظل نلعب سويا وننتظر قراءة قرأن الفجر لنعود فى شوارع القرية المظلمة.
التى كنا نخاف ان نمشى بها من قبل لأعتقادنا أن فى شهر رمضان لا توجد شياطين وحتى حرامية المواشى، التى كانت تنقب حوائط البيوت لسرقتها كانت تتحرم الشهر،وبعد سحورنا المعتاد من الفول المدمس المعمول فى المنزل مع جبن القريش والعيش البلدى وربما بقايا طبيخ الفطار،نذهب للمسجد لصلاة الفجر وقراءة ورد الصباح جميعا ونعود،حيث يذهب البعض للغيط والأخر للمدرسة ثم ننام حتى صلاة الظهر.
وإنتقلنا للقاهرة لدراسة علم الآثار فى جامعة القاهرة حيث المدينة الجامعية وتغير الحال،اذ كنا نذهب لمطعم المدينة قبل المغرب بكثير لنجد مكاناً للجلوس،وكل منا يحمل صينية لتوضع له كمية من الأرز والخضار واللحم والعيش والفاكهة وتأخذ سحورك معك.
وكان أصعب عام ان تمت إمتحانات السنة الثالثة فى رمضان من الثالثة عصرا،ورغم ذلك كانت سبحان الله سنة موفقة،ثم تخرجنا لنعمل فى مركز تسجيل الآثار المصرية،وكان أبرز ما عملنا فيه مرافقة إحدى البعثات الألمانية فى رمضان فى الصيف.
وكان يتم فى هذا العام تطوير الأقصر على يد المحافظ حينها اللواء سمير فرج،فكان رمضان مختلف تمام حيث كنا نعمل فى داخل المقابر المختلفة للعصر فى هذا الجو الحار،لأعود لأجهز الفطار بنفسى حيث كنت وحيدا وكنت غالبا أغفو من الأرهاق فيشيط، الأرز غالبا وأضطر لأكله.
و أخرج لصلاة العشاء والتراويح وكانت المدنية كلها مهدمة ومظلمة،حيث نذهب لمسجد وكان قارئه أسرع قارئ يصلى الركعة بأيتين، أو أية ويصلى ٢١ركعة وكل ذلك بالعشاء فى نصف ساعة،ورغم ذلك سيظل رمضان بذكرياته فى قريتنا او العمل هو أفضل الشهور كل عام ومصرنا بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق