علاء الدين ظاهر
كشفت مجموعة صور تداولها رواد السوشيال ميديا على نطاق واسع بلدوزر وهو يقوم بهدم أثر إسلامي في أسوان،وبسؤال مصادر مطلعة في الآثار قالوا لنا أنها بالفعل حقيقية.
وتظهر الصور البلدوزر وهو يهدم طابية قلعة فتح العسكرية أحد أهم الآثار الإسلامية في أسوان،وهي كارثة اتصلنا بقيادات الآثار الإسلامية في أسوان والقطاع للاستفسار عنها دون رد من أحد.
الكارثة أن المصادر قالت لنا أن البلدوزر هدم القلعة بطريق الخطأ دون أي تفاصيل توضح كيف حدث هذا الخطأ؟،مما آثار عدة أسئلة منها هذا البلدوزر تابع لأي جهة؟،وماذا كان يفعل البلدوزر في المكان؟،وأين كان مسئولي الآثار الإسلامية هناك لحظة الهدم؟.
هذا وطالب بسام الشماع المؤرخ المعروف بسرعة تحري الأمر والتأكيد على سلامة الطابية، وهل الحادث حقيقي أم لا، لأن هذا ليس الحادث الأول من نوعه، حيث تكرر مثله منذ عدة سنوات مع إحدى القباب الفاطمة والتي حطمها أحد الأوناش بطريق الخطأ أيضًا.
وشدد الشماع أن قضية الهدم بالخطأ تلك ليست مقبولة بأي حال من الأحوال ويجب كشف حقيقة الأمر، وقال: "نتمنى أن يكون الأمر مجرد شائعة".
هذا وقالت الدكتورة أماني قارورة، المتخصصة في الشأن الأثري بأسوان، إن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الآثار الإسلامية للضرر في أسوان، وطالبت بضرورة التحقيق في الأمر وعدم مروره مرور الكرام.
وفيما يتعلق بطابية فتح العسكرية بأسوان تاريخياً،فعندما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية شرقا وغربا كان حتما ولزاماً علي القائمين علي هذه الدولة الإسلامية المترامية الأطراف حمايتها.
لذلك تم بناء القلاع والحصون والأبراج والطابيات الحربية و ذلك لتأمين حدود الدولة الإسلامية من الاعداء والمغيرين عليها وكان يوجد بهذه الطابيات والقلاع و الحصون ما يعرف باسم(المرابطين) وقد ورد ذكر الرباط في القرآن الكريم في قوله تعالي(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل).
وتقع طابية فتح جنوب مدينة أسوان علي تلة مرتفعة تطل على النيل من الغرب ومنطقة القباب الفاطمية من الشرق وفندق بسمة من الشمال و منطقة عسكرية من الجنوب.
والطابية عبارة عن فناء غير منتظم التخطيط يوجد بركنه الشمالي مئذنة تعرف باسم الطابية وهي مبنية من الأجر من الخارج ومن الطوب اللبن من الداخل وقد سقطت الطبقة الثالثة للمئذنة وكذلك القبة.
ولم يتبق من الطابية سوي المئذنة بالركن الشمالي الشرقي وهي عبارة عن قاعدة مربعة يعلوها بدن اسطواني يستدق كلما ارتفع البناء لأعلي ينتهي بدروة والجزء العلوي مفقود وقد رجح علماء الآثار أنه يشبه الجزء العلوي من مئذنة بلال جنوب أسوان بمنطقة الشلال كما يوجد بأعلى البدن شريط كتابي منفذ عن طريق استخدام القوالب في أوضاع مختلفة مشابهة للموجود على مئذنة بلال بالشلال.
وتتميز الطابية وجود الكتابات علي الطبقة الثانية بطريقة تشبه طريقة (الهازرباف) المنتشرة في إيران وقد حدثت هذه الكتابات من استعمال قوالب الطوب بأوضاع مختلفة و قد تكون هذه المئذنة من عمل بدر الدين الجمالي.
وكانت حالة الطابية جيدة قبل هدمها وكانت فقط تحتاج إلى بعض الترميمات البسيطة وبعض أعمال النظافة بالموقع من الداخل والخارج واستكمال الجوسق المندثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق