علاء الدين ظاهر
سيطرت حالة من الجدل الشديد خلال الساعات الماضية علي الوسط الأثري،سواء علي مستوي المتخصصين أو محبي وعشاق الآثار،واعقب الجدل حزن علي"اللي راح ومش جاي"كما قالها أحدهم،وذلك عقب الصور التي تم تداولها بكثافة وتكشف كارثة حدثت لأحد الآثار في أسوان.
شاهد من هنا 📽️ 👇
#أسوان.. فاجعة هدم سور أثري عمره آلاف السنين وآثار اللودر في المكان
القصة بدأت من مجموعة صور تم تداولها،وتظهر هدم سور أسوان القديم أمام الطريق المؤدي لمعابد فيلة والذي يرجع إلى زمن الدولة الوسطى،وهذا السور من الطوب اللبن ويرجع للعصر الروماني بمدينة أسوان.
وكان تداول الصور علي نطاق محبي الآثار في البداية،ثم اتسع النطاق ليقوم كثير من المتخصصين في الآثار وبعضهم من الوزارة،في تداول الصور مصحوبة بتساؤل للوزارة عن حقيقة ما تم،وكأنهم جميعا لا يريدون تصديق ما حدث وان أثر مهم كهذا تم هدمه.
كثيرون وصفوا ازالة جزء كبير من سور اسوان الأثري بالبلدوزر بالجريمة التي لا يجب أن تمر هكذا،وان اختلف البعض حول التقدير الزمني للسور وهل عمره 2000 أو 4000 سنة،لكن الجميع اتفق على فداحة ما تم وأنه مثل لهم صدمة لا تصدق!
ومن خلال مصادرنا علمنا أن السور الاثري القابع بالضواحي الجنوبية لمدينة أسوان أحد أهم المواقع الاثرية بالمدينة، وهو الجدار الذي حمي الطرق البرية مرورا بمنطقة الشلالات،والمؤرخ بعصر الدولة الوسطي في الفترة من 2050 قبل الميلاد وحتى 1700 قبل الميلاد.
ويبلغ طول السور الأثري حوالي 7 كيلو متر ممتدا من منطقة الشلالات وحتى مدينة أسوان القديمة، ولكن الجزء الشمالي منه أختفي تماماً بسبب الزحف العمراني خلال السنوات الماضية، وعلى الرغم من الحفاظ على بعض الأجزاء المتبقية من السور الأثري والذي يصل في بعض الأحيان إلى ارتفاع خمسة أمتار إلا انه يواجه تهديدا خطيرا بسبب الزحف العمراني والتعديات والإهمال.
ويمتد السور الأثري حاليا في المنطقة الواقعة بجوار بوابة مرسى معبد فيلة وحتى الجزء الجنوبي من امتداد حي العقاد،وخلال عام 2008 جاء قرار مجلس مدينة أسوان بتوسيع وتحسين الطريق الذي يقع فيه مدخل مرسي معبد فيلة،الأمر الذي يؤدي إلي أحداث أضرار وتدمير خطير للجزء الجنوبي للسور.
إلا أنه تم الاتفاق مع المحافظة ومجلس المدينة من جهة ومنطقة آثار أسوان والنوبة والبعثة المصرية السويسرية المشتركة من جهة على عمل حفائر علمية وتوثيق وتسجيل للجزء الجنوبي للسور وأعمال مسح اثري ورفع الرديم للكشف عن السور.
وهذه الأعمال نتج عنها كشف هام وهو اختلاف هام بين مرحلتين في بناء السور الأثري،وطول المنطقة التي تم تنظيفها حوالي 100 متر من السور الأثري في تلك المنطقة،وتم عمل مجسات بطول السور في تلك المنطقة تم ملؤها بالحصى وذلك لحماية السور الأثري من أعمال الرطوبة التي تنتج من الحديقة المجاورة التي أقامها مجلس المدينة.
وقد فوجئ الجميع اليوم بصور يظهر فيها تدمير ذلك الجزء الهام من السور الاثري والقابع حول مدخل مرسي معبد فيلة باستخدام لودر وذلك لتوسعة الطريق المؤدي الي كوبري الخزان الجديد، دون تحرك أحد من منطقة آثار اسوان لإتخاذ ما يلزم لحماية ذلك الأثر الفريد.
وتعليقا علي ذلك،قال بسام الشماع الخبير الأثري، إن إزالة جزء من هذا السور الأثري الهام والذي لعب دورًا هامًا في التاريخ القديم يعتبر حلقة من سلسلة إزالة وتدمير بعض الآثار القديمة في الجنوب بالتزامن مع مخاوف من إزالة آثار أخرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق