11‏/02‏/2021

د.هناء عدلي:الحرف اليدوية مصدر للدخل القومى ودعم الدولة أعطي الأمل لإنقاذها وإستمرارها

أجري الحوار .. علاء الدين ظاهر

تمتلك مصر كنزا كبيراً من الصناعات والحرف اليدوية والتقليدية وصناعها وعمالها المهرة،الا أن هذه الصناعات تأثرت بما مرت به مصر من أحداث مؤخراً وتحديداً أزمة فيروس كورونا التي ضربت العالم كله بما فيه مصر.


ومع تراجع أعداد السائحين عن ذي قبل تأثرت أحوال هذه الصناعات والحرف والقائمين عليها،مما تطلب تكاتف الجميع لإنقاذ مثل هذه الحرف التي تعد من أبرز مفردات تراث وحضارة مصر،ومن هنا جاء إنشاء المركز الإقليمى للفنون والحرف والصناعات التقليدية بالاتحاد العام للآثاريين العرب.


وقد حاورنا د. هناء محمد عدلى أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآداب جامعة حلوان ومدير المركز الإقليمى عن فائدة إنشائه وخطواتهم الفترة المقبلة،خاصة أن المركز بدأ باتخاذ خطوات جادة وجيدة علي أرض الواقع،بتنظيم دورات تدريبية علمية وعملية في إطار مهمته لحفظ وحماية هذه الحرف والصناعات.. إلي الحوار.


1 ما الهدف من إنشاء المركز في هذا التوقيت؟

اعتمد مجلس ادارة الاتحاد العام للآثاريين العرب بجلسته رقم ٣١ لسنة ٢٠١٨م إنشاء مجموعة من المراكز البحثية المتخصصة على المستويين الإقليمى والدولى وعددها ١٢ مركز متخصص من ضمنها المركز الإقليمى للفنون والحرف والصناعات التقليدية.


 ولعل أهم اهداف هذه المراكز هو تبادل الخبرات بين المتخصصين وتقديم الاستشارات الفنية للمراكز العلمية المعنية بالآثار وأعمال التنقيب وعقد الندوات وإقامة ورش العمل والرحلات العلمية للمواقع الأثرية فى البلدان العربية من أجل ترسيخ الوعى الأثرى وتأهيل الكوادر المتخصصة للعمل فى مجال الآثار، وتقوية الروابط بين الباحثين فى مجال الآثار.



وفيما يخص المركز الإقليمى للفنون والحرف والصناعات التقليدية وتفعيل دوره فى هذا التوقيت أظن ان الاتحاد يواكب فى ذلك اتجاهات الدولة الداعية والداعمة لإحياء الحرف التراثية وإن كان يسبقها بخطوة فكما ذكرت أن فكرة إنشاء المركز كانت فى عام ٢٠١٨ فى حين شهدنا فى عام ٢٠٢٠م اهتماماً كبيرا من قبل القيادة السياسة بالحرف التراثية فى مصر



2 ما هي الآليات التي سيعمل من خلالها؟

العمل فى المركز قائم على محورين،الأول خاص بتأهيل الكوادر المتخصصة العاملة فى مجال الآثار والترميم والصيانه والمحور الثانى خاص بالحفاظ على الحرف التراثية باعتبارها نقطة انطلاق لدعم الاقتصاد الوطنى والعربى.


أما المحور الأول المتصل بالكوادر فيعمل على الطلاب والخريجين العاملين فى مجال الاثار والترميم والصيانع من خلال التركيز على مفهوم دراسة الفعل الانسانى علم الاثنواركيولجى Ethno-archaeology وفيه نهتم بالفعل الانسانى بشكل متكامل من خلال المخلفات المادية التى تسلط الضوء على أنماط حياة الإنسان ضمن البيئة الطبيعية والثقافية التى عاش فيها بشكل يساهم فى مقارنة الاشياء بصورة ناجحة وفعالة .



وخلق تفكير وذهنية مماثلة لاسلافنا تفيد فى معرفة حياة المجتمعات القديمة وفهم المكتشفات الأثرية المادية بغض النظر عن المسار التاريخى العام، وده بيتم من خلال ورش العمل التى تتضمن زيارات ميدانية لمقار الحرف والصناعات كما نطمح لتأسيس هيكل لدبلومة متميزة فى علم الاثنواركيولجى، وتنمية المهارات البحثية وتعزيز المشاركة المجتمعية وخطونا فعلا خطوات جادة على هذا الصعيد.


اما المحور الثانى وهو اهم واشمل والعمل فيه الأصعب نظرا لتشعب مشكلاتها وانها شديدة التعقيد وهو المحور الخاص بالحفاظ على الحرف فنتطلع اولا لانشاء قاعدة بيانات للحرف والصناعات فى الوطن العربى (أطلس الحرف اليدوية فى الوطن العربى) وعندنا فريق عمل مستعد.



وبدأنا تسويق الفكرة للحصول على التمويل اللازم لانها تحتاج دعم مادى مناسب حتى تخرج بصورة مرضية، الاهتمام بعمليات التدريب المستمر على أيدى امهر الصناع (الاسطوات) لأننا نرى أن الحرف اليدوية فى الوطن العربى تقود معركة بقاء، ومع ما يملكه الاتحاد العام للآثاريين العرب من آليات تواصل بين شرايين الوطن العربى يمكن لدالسعى لاقامة معارض عربية وفتح اسواق مشتركة فى هذا المجال.



3 هل لديكم خطة لدعم وتطوير الصناعات والحرف اليدوية؟

اننا نرى بوضوح المشكلات المتعلقة بدعم وتطوير الصناعات والحرف اليدوية فى مصر والوطن العربى، ولعل أهمها فردية الصناعات الحرفية وقلة الانتاج وهامش الربح الضعيف الناتج عنها مع مزاحمة الصناعات الجديدة والاجنبية البديلة لمنتجات الحرف التقليدية.


 أضف إلى ذلك صعوبة الوصول إلى الأسواق وارتفاع تكلفة المعارض الخارجية، كذلك عدم وجود أكواد لمنتجات الحرف اليدوية وهو ما يعنى ان أرقام الصادرات والواردات لهذا القطاع غير دقيقة بعكس الهند مثلا.



نحن نرى أن بعض المشكلات يمكن المساهمة فى حلها فى إطار جهود المركز من خلال المحاور التى أشرنا إليها غير أن العديد من المشكلات تحتاج تضافر جهود مؤسسية من أجل حلها ونحن لا نمانع أن نساهم حال تم إدماجنا فى أى من هذه الخطط كجزء من الحل على المستويين الوطنى والإقليمى.



4 ماذا عن العاملين في هذه الحرف..هل ستتواصلون معهم وما شكل هذا التواصل؟

بالفعل نحن على تواصل مع العاملين فى مجال الحرف منهم عمال الخزف والحفر على الأخشاب والتطعيم بالصدف وغيرهم،ونحن نعمل معهم فى إطار تفعيل خطة المركز فنعهد إليهم بمساعدة المتدربين على العمل باليد مثلا وتنمية مهاراتهم من خلال ورش العمل والدورات التدريبية، هذا التفاعل يساعد على فهم أعمق لمشكلاتهم وكان اهمها التسويق.



 فاقمنا على هامش المؤتمر الدولى ٢٣ للاتحاد العام للاثاريين العرب المعرض الأول للمركز الإقليمى للفنون والحرف والصناعات بهدف التسويق للمنتجات المصنوعة من الفخار والتعريف بأشكال وجودة المنتجات الفخارية خاصة وأنها صديقة للبيئة، ولدينا خطة للمعرض الثانى بحيث يكون أكبر وأشمل.


ونحن نتفهم طبيعة المشكلات الخاصة بالحرفيين فلا تأمين صحى لديهم ولا معاشات ونفتقد القوانين والتشريعات الخاصة بحناية الحرف التقليدية والتى تضمن حقوق الحرفيين غير أن المشكلات التى عرضنا لها أكبر من إمكانات المركز وتحتاج إلى تضافر جهود وزارات الصناعة والتضامن الاجتماعى والثقافة وغيرها وإن كنا نرحب بأن نشارك فى الحل فى إطار ما تضعه الدولة وتتبناه من سياسات فى هذا المجال.



5 المركز يعمل تحت مظلة اتحاد الأثريين العرب..هل هذا يعني أنكم ستمدون عملكم وجهدكم للدول العربية؟

أكيد نحن ننظر إلى الحرف والصناعات التقليدية فى إطار إقليمى وإن كنا لا نغفل الإطار الوطنى، ولكن الإطار الإقليمى يعطينا ميزة الشراكة ويؤهلنا لفهم أعمق للمشكلات وايجاد الحلول.


فكما عرضت الإطار الإقليمى سيمكننا من إقامة معارض خارجية مشتركة تفتح ابواب للتسويق الذى يعد أحد أهم المعوقات أمام الحرفيين، نحن نعتبر المركز فى مصر ركيزة لتنمية الوعى بأهمية الحفاظ على الصناعات التقليدية .



وفى خطتنا أن ننشأ له مع التطور فى الانشطة واستمرارية العمل فروع فى الوطن العربى وجميعها تخت مظلة الاتحاد العام للآثاريين العرب بشكل يوفر رؤية أكبر ويساعد فى وضع حلول فعالة للمشكلات التى تواجهها الصناعات التقليدية على اختلافها وتنوعها فى الوطن العربى.



6 كيف ترين واقع الصناعات والحرف اليدوية في مصر خاصة بعد أزمة كورونا وانحسار السياحة؟

لا شك ان الحرف اليدوية مصدر جذب سياحى ودخل قومى هام إذا تم توظيفها فى المجال السياحى، جميعنا يلمس التأثر الشديد الذى أصاب كل جوانب الحياة من جراء الجائحة، والتى طالت الحرف اليدوية أيضا.



غير أن اتجاه الدولة لمنح مزايا بغرض تشجيع السياحة الداخلية لعلها مصدر أمل للصناع والحرفيين فى أسوان مثلا والغردقة فى محاولة لإنقاذ وضمان استمرارية الحرف التقليدية، ولا يمكن ان ننسى او ننكر الاهتمام الملموس الذى تمنحه القيادة السياسية للحرف اليدوية والمعارض الضخمة والأسواق التى تقام لها فى جمهورية مصر العربية.


 ناهيك عن العديد من المعارض والفعاليات فى الوطن العربى خاصة الإمارات والمملكة العربية السعودية وجميعها يهدف إلى ضمان عدم اندثار هذه الحرف وصمودها أمام التحديات المختلفة والتى أضيف لها مؤخرا تحدى كورونا، وكلى أمل وإيمان بأن كثرة التحديات مع فهم الدول العربية لعمق المشكلات هو مؤشر لوضع حلول جذرية قريبا إن شاء الله، إن تحسن أداء الحكومة فى مصر خلال الأعوام الأخيرة على كافة المستويات سيلقى بظلاله على هذا المجال الهام والحيوى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق