08‏/06‏/2022

لماذا يهتم أهل كازاخستان بآثار دولة المماليك البحرية؟..الباحث الأثري حسام زيدان يجيب

علاء الدين ظاهر

لماذا يهتم "الكازاخيون" بآثار المماليك البحرية؟..سؤال يبدو منطقيا إذا ما عرفنا أن مفتي كازاخستان ناوريز باي الحاج تاغانولي الذي زار مصر مؤخرا للمشاركة في أحد المؤتمرات،حرص علي زيارة شارع المعز أمس الأربعاء وتحديدا زار مجموعة قلاوون وبقايا مدرسة الظاهر بيبرس البندقداري،وكان يرافق مفتي كازاخستان في الزيارة خيرات لاما سفير كازاخستان بالقاهرة،كما زار أيضا جامع الظاهر بيبرس.

 


للإجابة علي السؤال الذي جاء في أول ما جاء في تقريرنا هذا سألنا حسام زيدان الباحث الأثري المتخصص في الأثار الإسلامية،والذي قال لبوابة أثار مصر:تُعد دولة المماليك أحد أشهر مراحل التاريخ المصري الوسيط، وأكثرها تأثيرًا وعمقًا، وقد اكتسب المماليك هذا الاسم لأن أساس تواجدهم كان من الأطفال الذين تم استجلابهم من مناطق آسيا الوسطى المعروفة ببلاد الترك، إلى مصر كي يتم تدريبهم ويصبحوا جنودًا فأمراء.

 

إقرا أيضا 

مفتي كازاخستان زار شارع المعز وقرأ الفاتحة في ضريح السلطان قلاوون وتفقد بقايا مدرسة الظاهر بيبرس..20 صورة وفيديو"خاص"  

 

وتابع:أي أن هؤلاء الأطفال الذين كانوا نواة القوة الضاربة للجيش المصري في هذا العصر جاءت عن طريق الشراء أي التملك فصاروا مماليكًا، وكان يتم استجلاب هؤلاء الأطفال من بلاد الترك، وهي المناطق المعروفة الآن بكازاخستان وطاجكستان وتركستان وهي المناطق التي كانت معروفة قديمًا ببلاد ما وراء النهر أو القبجاق.

 


وكان يأتي الطفل "المملوك الصغير" بهدف أن يكون جنديًا، وذلك في عصر الملك الصالح نجم الدين أيوب آخر سلاطين الدولة الأيوبية على مصر، الذي بنى لمماليكه الصغار قلعة وفي جزيرة منيل الروضة، وأسكنهم فيها، حيث يتم تربيتهم وتعليمهم اللغة العربية وأساسيات الدين والعلوم، ويتم تدريبهم عسكريًا حتى يشب الفتى منهم فارسًا لا يُشق له غبار.

 

وقال حسام زيدان:كان من هؤلاء الفرسان الذين تدربوا وتعلموا في طباق القلعة، التي كانت تجاور البحر فأطلق عليهم البحرية، أما طباق فهي العنابر المتجاورة، حيث كان لكل مجموعة منهم عنبرًا، وأستاذًا، وكان أستاذهم الأكبر هو الصالح نجم الدين أيوب.

 

وأحد أبرز هؤلاء كان الظاهر بيبرس البندقداري، الذي يطلق عليه الكازاخيون الجد الأكبر، وهو بطل لا يُشق له غبار، ومواقف شجاعته أكثر من أن تُحصى، فهو من واجه المغول بقلب لا يهاب موتًا، فحينما قال العز بن عبد السلام من سيجاور السلطان في حربه ضد المغول كان بيبرس أول من رفع سيفه.

 


وقبل المغول كان لبيبرس مع المماليك البحرية دورًا كبيرًا في مواجهة الحملة الصليبية السابعة بقيادة الفرنسي لويس التاسع، والذي تلقى هزيمة نكراء على يد الجيش المصري، وتم أسره في دار ابن لقمان بالمنصورة، ولم يتم فك أسره سوى بعد فدية عظيمة.

 

لذا لا نجد غرابة في أن يقدس الكازاخستانيون ويحبوا أن يزوروا آثار الظاهر بيبرس وآثار المماليك البحرية بشكل عام، فهم منهم، وأحد أشهرهم بيبرس وقلاوون،ونجد حرص من المسؤولين الكازاخ على زيارة بقايا المدرسة الظاهرية، ومجموعة قلاوون في المعز، وجامع الظاهر بيبرس في حي الضاهر، فهم يعتبرونه الجد الأكبر، ويعتبرون قلاوون من أعظم الملوك.

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق