علاء الدين ظاهر
شهد متحف الحضارة 22 أغسطس الماضي واقعة تمثلت في إنطلاق أجهزة الإنذار وخاصة المتعلقة بالحريق،مما آثار القلق والخوف علي هذا المشروع الذي توليه الدولة اهتماما منذ أن انطلقت عملية انشائه قبل سنوات،وزاد هذا الإهتمام في السنوات الأخيرة،وذلك ضمن الدعم القوي الذي اولته الدولة لملف السياحة والآثار.
ومن قدر الله ولطفه أن الإنذار لم يكن بسبب حريق،ولكن لأسباب جاءت في بيان صحفي رسمي صادر عن وزارة السياحة والآثار علي لسان الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف،وهذه الأسباب لم تكن مقنعة لي ولا لكثيرين خاصة أنها لا تتسق مع المنطق،حيث جاء البيان بعد الواقعة بعدة ساعات.
ولنقرأ معا ما جاء في البيان نصا بتاريخ ٢٢ أغسطس ٢٠٢٢ "معامل الترميم بالمتحف القومي للحضارة المصرية آمنة تماماً
أكد الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، على أن معامل الترميم بالمتحف آمنة تمامًا، وأن تشغيل أنظمة الإطفاء والإنذار المتطورة للمتحف جاء تلقائيًا نتيجة لتطاير الأتربة والغبار أثناء أعمال التنظيف لأحد هذه المعامل التي هي تحت التجهيز قبيل تشغيلها،وقد قامت الإدارة الهندسية والأمن الصناعي بالمتحف، على الفور بإيقاف تشغيل هذه الأنظمة دون خسائر في الأرواح أو المعدات.
ومن الجدير بالذكر أن أنظمة السلامة والأمن بالمتحف القومي للحضارة المصرية من أحدث الأنظمة الموجودة عالميا ويتم صيانتها بشكل دوري".
انتهي نص البيان والذي حمل نقطتين إيجابيتين،الأولي تأكيده علي أن معامل الترميم بالمتحف آمنة تماماً وهذا شيء جيد،والنقطة الإيجابية الثانية هي سرعة تعامل الإدارة الهندسية والأمن الصناعي بالمتحف مع الأمر دون حدوث خسائر في الأرواح أو المعدات،وهذا شيئ جيد أيضاً نحمد الله عليه.
وإذا حللنا هذا البيان سنجد أشياءا غير منطقية تطرح أسئلة منطقية لا بد من الإجابة عليها وإجراء وزارة السياحة والآثار تحقيقات فيها،فقد جاء في البيان علي لسان الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف نصا"تشغيل أنظمة الإطفاء والإنذار المتطورة للمتحف جاء تلقائيًا نتيجة لتطاير الأتربة والغبار أثناء أعمال التنظيف لأحد هذه المعامل التي هي تحت التجهيز قبيل تشغيلها"!!!!.
وهذا الكلام غير منطقي،فهذه الأجهزة والأنظمة معدة للتعامل مع الحرائق لا قدر الله وما ينتج عنها من حرارة عالية وأدخنة،وبالتالي في هذه الحالة تنطلق أجهزة الإطفاء،اما أنها تنطلق وبتلقائية !!! كما جاء في البيان فهذا غير معقول،لأنه من الطبيعي في أي مكان يتم تنظيفه تتطاير الأتربة والغبار،وبالتالي من المحتمل أن تنطلق أجهزة الإطفاء في المتحف!! مرة أخرى بسبب الأتربة والغبار،وهذا ليس كلامنا بل جاء علي لسان الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف الذي قال نصا في البيان"نصا"تشغيل أنظمة الإطفاء والإنذار المتطورة للمتحف جاء تلقائيًا نتيجة لتطاير الأتربة والغبار أثناء أعمال التنظيف"!!!!!!!!!.
وهناك نقطة أخري مهمة في البيان تستلزم مراجعة شاملة لمواصفات الأجهزة والأنظمة في المتحف والمسئول عن تسلمها،فقد ذكر البيان نصا"تشغيل أنظمة الإطفاء والإنذار المتطورة للمتحف"،وهذا يطرح تساؤلا عن تطورها وكيفية انطلاقها بسبب الأتربة والغبار رغم أنها متطورة ومخصصة للإطفاء،اي أنها معدة لالتقاط أي إرتفاع ملحوظ فوق المعتاد في درجات الحرارة بالمكان،والذي ان حدث تقرأه الأجهزة والأنظمة علي أنه حريق لا قدر الله وبالتالي تنطلق للإطفاء وليس للأتربة والغبار !!!!.
كما أن البيان ذكر أيضاً نصا"من الجدير بالذكر أن أنظمة السلامة والأمن بالمتحف القومي للحضارة المصرية من أحدث الأنظمة الموجودة عالميا ويتم صيانتها بشكل دوري"،وهنا لا بد أن نسأل،هل سمعنا عن أي متحف أو أي مكان في العالم انطلقت أجهزة وأنظمة الإطفاء المخصصة للتعامل مع الحريق فيه بسبب تطاير الغبار والأتربة أثناء التنظيف!!،لو كانت هناك وقائع أخبرونا بها كي نفهم طبيعة عمل هذه الأجهزة.
كذلك تحدث البيان عن إجراء الصيانة الدورية،وهنا أيضاً تبرز أسئلة منطقية جداً لا بد أن توجه للمسئول عن تسلم الأجهزة في المتحف،هل تتم الصيانة فعلا بصفة دورية في مواعيد ثابتة غير معلومة إلا لمن يقومون بها وهذا طبيعي نظرا لحساسية هذه الأمور؟،ولنفترض أنه كان هناك خطأ أو خلل ما في الأجهزة وهذا وارد،فاذا كانت الصيانة تتم بصفة دورية لكان تم اكتشاف هذا الخطأ وإصلاحه،وبالتالي لن تنطلق أجهزة إطفاء مخصصة للحرائق بسبب تطاير الغبار والأتربة!!!.
الواقعة مرت بسلام والحمد لله من ناحية عدم حدوث أي أضرار ولا خسائر مادية أو بشرية،لكنها لا يجب أن تمر دون مراجعة شاملة للأجهزة في مختلف مكونات المتحف ومراجعة إجراءات تسلمها،خاصة أنه هناك الكثير من المعلومات التي وصلتني عن الواقعة من مصادر مطلعة،خاصة الإخلاء الذي تم دون أي خطة أو تدريب مما أثار تساؤلات عن تدريب العاملين.
وهذه المعلومات سأكشفها قريباً لوزير السياحة والآثار أحمد عيسي خلال لقاء يجمعنا قريباً،والذي أثق أنه سيكون حريص علي مصلحة المتحف،وهو نفس المبدأ الذي جعلني أكتب هذا التقرير من منطلق حرصي أيضاً علي مصلحة المتحف.
###########
@ تعقيب
نؤكد أننا في بوابة آثار مصر عملا بحق الرد والتوضيح علي إستعداد لنشر أي رد أو توضيح يرد إلينا من مسئولي المتحف،ونعد أننا ننشره كاملاً دون تدخل منا،علي أن يكون لنا حق التعقيب أسفل الرد المنشور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق