علاء الدين ظاهر
حصلت بوابة آثار مصر علي صور خاصة وحصرية ننفرد بنشرها مع تفاصيل عن كارثة حدثت في الكرنك بالاقصر،فينما كانت الأنظار تتجه نحو كارثة هرم منكاورع في الجيزة، كانت هناك جريمة أخرى تتم فى حرم آمون رع بالكرنك،نتيجة الصراع بين كهنة آمون على سبوبة الترميم وعدم الإلتفات للمصلحة العامة.
حيث قامت إدارة ترميم منطقة اثار الكرنك بصب بدن لجسم على بقايا قاعدة تحمل بقايا اقدام تمثال للملك رمسيس الثانى،ويقع إلى الشرق مباشرة من تمثال رمسيس الثانى وابنته بنت عنات"يحمل اسم الملك بانجم"بالجزء الشمالى الشرقى من الفناء الأول بمعابد الكرنك.
الكارثة أن الصب تم باستخدام مواد خرسانة"الأسمنت الأسود والرمل والزلط وأسياخ الحديد"،وبعد إكتمال بناء بدن التمثال بالمواد السابقة،وهي بالمناسبة طبقًا للمواثيق الدولية للترميم مواد محرمة فى اعمال ترميم الأثار والتماثيل الحجرية، وحينما حانت اللحظة الحاسمة لوضع رأس تمثال جرانيتى كان متواجدًا على أحد المصاطب الخرسانية القريبة،كانت الكارثة أن فوجئ الجميع بأن حجم الرأس لا تتناسب على الإطلاق مع الجسم الخرسانى الحديث،ومازال البحث جاريًا عن رأس تناسب البدن.
ولعل هذه الواقعة تجعلنا نتساءل عن وجود كفاءات بشرية كبيرة في مجال الترميم ويشهد لها الجميع،ورغم ذلك تمت هذه الواقعة بأقل ما توصف به بعشوائية أعمال دون خطة عمل واضحة أو مقترح علمي،ولا بد من معرفة صاحب فكرة استكمال هذا التمثال ومساءلته بل ومحاسبته علي ما حدث.
التساؤلات لا تتوقف عند هذا الحد،ولا بد من طرحها بمنتهي الصرامة،ومنها هل هناك موافقة من اللجنة الدائمة على هذا المشروع أم لا؟!!،فالمؤكد لدينا من مصادرنا أنه ليس هناك موافقة من اللجنة الدائمة على المشروع،ولا يمكن أن يتحمل أعضاءها المسئولية عن هذا.
كذلك أين دور مدير ترميم أثار الكرنك في هذا الأمر؟..هل كان يعلم بما تم أم لا يكن يعلم؟..ولو كان يعلم هل وافق علي ذلك أم رفضه؟،وما هو دور مدير عام ترميم اثار ومتاحف مصر العليا؟،هل ابدي تحفظا علي ما يحدث ورفضه أم لا؟!!
التفاصيل كثيرة ونحتفظ بجانب كبير منها خاصة عن أشخاص وأسماء ما،لكننا علمنا من مصادرنا أنه هناك محاولات لحل هذه الكارثة بكوارث أخري،ونحن في بوابة آثار مصر من منطلق حرصنا علي مصلحة آثار وحضارة هذا الوطن نحذر من بعض الأفكار التي تم طرحها لحل الأزمة،منها البحث عن أيه رأس من الجرانيت مقارب لحجم بدن التمثال الخرساني داخل مخازن الكرنك.
وهناك أيضا فكرة محاولة نحت رأس تمثال جرانيتي حديث مناسب لحجم البدن الخرسانى الذي تم صبه،وهذه الفكرة أقرب للواقع،حيث تشير مصادرنا الي أنه تمت الإستعانة في ذلك بأحد رجال د.مصطفى وزيرى الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار،والذى تمت ترقيته لمنصب كبير في الترميم مكافأة له على أعمال نحت سابقة!!!.
ما حدث يمثل جريمة طمس وتشويه وتزوير تاريخ وحضارة وآثار مصر القديمة ولا بد من التحقيق فيها،ربما لمنع التمادي فيها من ناحية،ومن ناحية أخري لتضميد جراح الملك رمسيس الثانى،والبحث بجدية عن رأسه المفقودة داخل أروقة معابد الكرنك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق