28‏/07‏/2025

البيت الإيطالي 1 ..د.أحمد رجب:العمارة مرآة تعكس الأوضاع الاقتصادية والثقافية للمجتمعات

علاء الدين ظاهر 

تمتلك بورسعيد تراثاً غنياً وثريا من المنشآت المعمارية التي تمثل سجلا حافلاً بالتفاصيل لتاريخ هذه المدينة الجميلة،ومنها البيت الإيطالي الذي كان محوراً لدراسة مهمة أجراها د.أحمد رجب مفتش آثار بمنطقة آثار بورسعيد وبحيرة المنزلة والباحث المتخصص في الآثار الإسلامية وتراث مدن القناة،ومنشورة فى مجلة كلية الاداب جامعة بورسعيد،عن أثــر الأيـديـولـوجيـا السياسية علــى التراث المعماري"دراسـة حالـة البيت الإيطالـي بمدينة بـورسعيد 1357هـ/1938م".



قال د.أحمد رجب:لطالما كانت العمارة مرآة تعكس الأوضاع الاقتصادية و السياسية و الثقافية للمجتمعات، و من بين العوامل المؤثرة في التوجهات المعمارية تبرز الأيديولوجيا السياسية كعامل قوى في تشكيل العمارة و تحديد الرموز و الدلالات الجمالية للمباني و التي يتم توظيفها للتعبير عن السلطة و ترسيخ الهوية السياسية في مجتمع معين و توجيه السلوك العام.



وتعرف العمارة بأنها مرآة لحضارة و معتقد و فكر و منهج المجتمعات، و تجسيد لها في صورة حية ملموسة، كما أن للعمارة قدرة على التأثير في المجتمعات، فهي تشكل واقعا ماديا يحيط بأفراد المجتمع يمكن استخدامها كأداة لتجسيد أفكار وبرامج المنظومات السياسية في فترة معينة لخلق بيئات معمارية وعمرانية محددة تهدف إلى تحديد اتجاه سير المجتمع، وذلك اعتمادا على التأثير النفسي للعمارة على أفراد المجتمع،لذا يمكن القول أن الناتج المعماري لمجتمع ما في فترة زمنية معينه يمكن أن يكون تعبيرا ورمزا للإيديولوجيا السياسية للحاكم لهذا المجتمع في تلك الفترة.




وعن مفهوم الأيديولوجيا السياسية،قال : كلمة الأيديولوجيا من المصطلحات التي أفرزتها الفلسفة المعاصرة وليست من كلمات اللغة العربية، فهي فرنسية الأصل،وأول من استخدمها الفيلسوف الفرنسي دستو دو تراسي أثناء الثورة الفرنسية عام 1796م، وتشير الأيديولوجيا عند دو تراسي إلى علم الأفكار ، حيث تتكون من مقطعين (ideo) و تعني فكرة و (logie) وتعني علم ، و قد أحاط بمصطلحالأيديولوجيا الغموض وعدم التحديد، فهي كلمة مختلطة الدلالة في لغتها الأ صلية، ولا يوجد تعريف مستقر أو متفق عليه لهذا المصطلح،.


فالأيديولوجيا مفهوم اجتماعي تاريخي يحمل في نفسه آثار تطورات و صراعات و مناظرات اجتماعية وسياسية عديدة، اختلف حوله السياسيون و التاريخيون و الفلاسفة و اللغويون و علماء الأنثروبولوجيا الثقافية وعلماء النفس و غيرهم و جاءوا بمجموعة من التعريفات المتنافسة يهمنا منها هنا ؛ الأيديولوجيا فهي مجموعة متماسكة بدرجة تزيد أو تنقص من الأفكار التي تضع أساسا للنشاط السياسي المنظم، سواء قصد به الحفاظ على نظام القوة القائم أو تعديله او الإطاحة به.



أي أنها مجموعة القيم والأفكار و الصور الذهنية التي من خلالها يتشكل إدراك المجتمع في فترة ما، و التي أصبحت هي المكون الرئيسي للمفهوم الحاكم بداية من عصر النهضة فقبل ذلك خلال القرون الوسطى كانت السلطة دينية تستخدم ا الأفكار الدينية للسيطرة على المجتمعات، وقد أظهرت العمارة تلك السيطرة بشكل واضح، فالكتل المعمارية المسيطرة على أي مدينة كانت الدينية بضخامتها والبذخ المعماري المستخدم فيها.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق