22‏/11‏/2014

أثري يكشف أسرارا جديدة عن وادي الملوك والملكات



علاء الدين ظاهر 

قال احمد رفاعي العزب كبير مفتشي اثار المنطقة الشمالية بالقرنة أن وادي الملوك والملكات كان يسمى جبانة ملايين سني الفرعون النبيلة العظيمة وظل لخمس مائة عام مدفن حكام مصر في الدولة الحديثة. وقد عثر هنا على اثنين وستين مقبرة و عشرين هوة لم ينته العمل بها، سبعة منها في وادي الملوك الغربي الكبير وبقيتها في وادي الملوك الشرقي، وإنما يزور معظم السياح الوادي الشرقي. وقد اختير وادي الملوك كمكان للدفن الملكي لأسباب عديدة. في بعض الأحيان على الأقل خالية من الصدوع والكسور، والوادي كان ميسور المأخذ فهو وادٍ طويل على طوله يتسنى لموكب الجنازة أن يتقدم ويتلوى من الطرف الشمالي للجبانة الأقصرية غربا إلى وادي الملوك. وقد مهدت ممرات المشاة مدخلا سهلا على التلال إلى المناطق التي في جنوبه وشرقه وكانت حمايته أمرا هينا، فالمنحدرات الصخرية شديدة الانحدار تحيط به، فضلا عن ذلك فقد بنيت أكواخ الحرس فوقه وبذلك نعم الوادي بحماية تامة وشاملة 360 درجة، ويبدو الجبل الكبير عند الطرف الجنوبي من وادي الملوك، القرن، لا من غيره وكأنه هرم وهي صورة عهدناها في الأرباب الشمسيين الذين لعبوا دورا عظيما في رموز المقابر الملكية

كان يسمى جبانة ملايين سني الفرعون النبيلة العظيمة وظل لخمس مائة عام مدفن حكام مصر في الدولة الحديثة. وقد عثر هنا على اثنين وستين مقبرة و عشرين هوة لم ينته العمل بها، سبعة منها في وادي الملوك الغربي الكبير وبقيتها في وادي الملوك الشرقي، وإنما يزور معظم السياح الوادي الشرقي. وقد اختير وادي الملوك كمكان للدفن الملكي لأسباب عديدة. في بعض الأحيان على الأقل خالية من الصدوع والكسور، والوادي كان ميسور المأخذ فهو وادٍ طويل على طوله يتسنى لموكب الجنازة أن يتقدم ويتلوى من الطرف الشمالي للجبانة الأقصرية غربا إلى وادي الملوك. وقد مهدت ممرات المشاة مدخلا سهلا على التلال إلى المناطق التي في جنوبه وشرقه وكانت حمايته أمرا هينا، فالمنحدرات الصخرية شديدة الانحدار تحيط به، فضلا عن ذلك فقد بنيت أكواخ الحرس فوقه وبذلك نعم الوادي بحماية تامة وشاملة 360 درجة، ويبدو الجبل الكبير عند الطرف الجنوبي من وادي الملوك، القرن، لا من غيره وكأنه هرم وهي صورة عهدناها في الأرباب الشمسيين الذين لعبوا دورا عظيما في رموز المقابر الملكية

وتتبع المقابر في الوادي الغربي والشرقي نظام ترقيم مشترك أنشأه في الأساس جون جردنر ويلكتسون في 1827 وقد قام ويلكنسون بترقيم المقابر الواحد والعشرين التي يمكن الوصول إليها في أيامه من مدخل الوادي جنوبا ومن الغرب إلى الشرق ومن وقتها صارت المقابر تضاف إلى القائمة بحسب ترتيب اكتشافها. و.م. 62 مقبرة توت عنخ آمون هي الأحدث فلا نجد مقبرتين ملكيتين في وادي الملوك متشابهتين تماما فكيفما تصور الكهنة تفسيرات مختلفة عن طبيعة الرحلة الشمسية في سماء الليل ورحلة الملك إلى العالم الآخر تغيرت خطط المقابر لتعكس خطوط سير رحلاتهم، وقد شقت مقابرهم الأولى في الأسرة 18 عند قاعدة الجرف الصخري الشاهق وقد تعمد اختيار موقعها عند نقاط ينزل فيها ماء المطر فينهال الركام كالشلال مغطيا مداخلها. وهي صغيرة نسبيا وهي تطوي في خططها محورا يصنع زاوية قائمة أو زاويتين منعطفا إلى اليسار. ومقابر أواخر الأسرة 18 وبداية الأسرة 19 لا علاقة لها بأي معالم تضاريسية محددة وتنطوي خططها على منعطف آحادي قائم إلى اليسار وعمود بئر في الغرفة هـ وهناك نوع ثالث من المقابر الملكية أكبر بكثير من النوعين السابقين وهو سلسلة من الممرات العريضة الطويلة على طول المحور أو محور قصير يغير المسار إلى اليسار عند منتصف طول المحور تقريبا إلى غرفة الدفن، ونجد في مثل هذه المقابر في قاعدة تلال الوادي المحاور التي تتميز بميل لطيف، و مهما اختلفت هذه المقابر بعضها عن بعض في الدولة الحديثة فإنها أبرزت ملامح أوجه شبه كثيرة، وهذا نراه مثلا في الوظائف التي لعبتها الغرفات والممرات لكل مقبرة والباب الذي يسميه علماء المصريات المدخل أ. أطلق عليه المصريون القدامى ممر طريق شو، وكان مفتوحا إلى السماء حتى منتصف الأسرة 18 وغطى تغطية جزئية بعد ذلك

أما الممر ب. ممر رع فكان عادة يميز أقصى ضوء للشمس يمكن أن يخترق المقبرة وكانت ج في بادئ المر غرفة بسلم أو بطريق صاعد أو الاثنين معا، ثم أصبحت فيما بعد ممرا يسمى الصالة التي يقيم بها أرباب أنشودة رع. أما د فكانت ببساطة الممر الثاني. وهناك غرفة مربعة صغيرة غرفة هـ وفي كثير من الأحيان لها بئر عميق منحوت في أرضها وكانت تسمى صالة التعويق وربما كانت بمثابة مدفن رمزي لأوزوريس. تأتي بعد ذلك الغرفة ذات العمد وتسمى صالة المركبة وقد عثر على مركبات فعلا في مقابر تحتمس الرابع وأمنحوتب الثالث وتوت عنخ آمون غير أنها لم تكن بهذه الغرفة. أما ز، و، ح، ط، فكانت بها وظائف غير معروفة وكانت الثانية في بداية الدولة الحديثة فرغة الدرج وصارت ممرا فيما بعد.

بينما كانت ط غرفة وأصبحت فيما بعد ممرا. أما غرفة الدفن ي. فكانت تسمى الصالة التي يرقد فيها المرء أو بيت الذهب أو الغرفة المخفية وقد تغير شكلها في الدولة الحديثة فكان بيضاويا وأحيانا مستطيلا وأحيانا بعمد وأحيانا بغيرها. وجرت العادة أن تستخدم سلسلة من الغرفات الجانبية الصغيرة لدفن التقديمات الجنائزية والأثاث. وفي سبعة مقابر ملكية تقع غرفات وممرات وراء ي، وهذه أطلق عليها علماء الآثار ك و ل. وقد زينت المقابر الملكية في وادي الملوك بنصوص دينية تشمل كتاب الأبواب والأمدوات وأنشودة رع وتصحبها مناظر عديدة. وكما تغيرت خطط المقابر عبر الزمن تغيرت البرامج الزخرفية كذلك. ولعل المقابر في وادي الملوك هي الأولى التي تظهر المناظر التي تصور الأرباب والربات على جدار المقابر في مصر القديمة

وقد كان اختيار موقع المقبرة الملكية قرارا ذا شأن ربما اتخذه الكهنة وكبار العمال من دير المدينة، وما إن يتم اختيار الموقع حتى تبدأ المراسم الخاصة بإضفاء القدسية على الموقع وتعمل حفر صغيرة وتملأ بالأدوات صغيرة والرموز الدينية وقد عثر على ودائع الأساس هذه في تسعة مقابر في الوادي ويرجح أن تكشف أعمال التنقيب المستقبلية أنها كانت في كل المقابر الملكية

وقد انقسم العمال الذين قاموا بشق المقابر الملكية إلى فريقي عمل، فريق أيسر وفريق أيمن كل منها يتألف من عشرة رجال يشرف عليهم مدير وقد قاموا بشق القاعدة الصخرية الطرية، قاعدة الحجر الجيري، مستخدمين أزاميل معدنية بسيطة وجواكيش خشبية بمعدل سريع إلى حد كبير وقد قام الرجال بالعمل ثماني ساعات كل يوم ولمدة عشرة أيام ثم نالوا قسطهم من الراحة في نهاية الأسبوع، وبينما كان مقتلعو الأحجار يتعمقون في جانب التل، كان غيرهم من المتخصصين في أثرهم ليتأكدوا من كون الجدران أفقية وأن زواياها مقطوعة على 90 درجة وليقوموا بتنعيم سطوحها، وبعد ذلك إما أن يأتي عامل الملاط أو الكتبة ليقوموا بتخطيط المناظر والنصوص التي سترسم (لمزيد من التفاصيل انظر مقبرة حورمحب) وقد كان نقش ورسم مقبرة ملكية كبيرة عملا ضخما ولكنه لم يستغرق بالضرورة زمنا طويلا، وحتى بقوة عمل صغيرة في مقبرة واحدة ربما استغرق العمل سنوات قليلة لإتمامه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق