علاء الدين ظاهر
عرف المصرى القديم الإبحار منذ عصر ما قبل التاريخ وصنع زوارقه البسيطة من الطبيعة المحيطة به فإستخدم نبات البردى الذي يتميز بخفته ومقاوته للماء كما صنع نماذج طينية من هذه الزوارق لتوضع مع المتوفى في مقبرته ليستخدمها في العالم الآخر حسب إعتقاده.
ما سبق جزء من الحلقة الثانية من سلسلة"بحار في التاريخ"،والتي ننشرها بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون العلمية والتدريب والجرافيك في الآثار،من خلال مادة علمية تمت تحت إشراف راندا روفائيل وإعداد أماني قرني وأميرة عرابي،وتصميم عبير أحمد.
وتدل الرسوم على الأوانى الفخارية التي ترجع إلى العصر الحجري على وجود قوارب بمجاديف وعلى إلمام المصري القديم بركوب البحر في تلك العصور.
وفي الدولة القديمة،إهتم الملوك بالبعثات وإرسال السفن إلى البلاد الأجنبية ويرجع أول أسطول بحري عُرف في تاريخ البشر إلى عصر الملك (سنفرو) أول ملوك الأسرة الرابعة.
حيث ذكر في حجر بالرمو أن فى عهده عادت من بلاد سوريا أربعون سفينة محملة بخشب الأرز وذكر أيضاً أنه تم صنع سفن يبلغ طول كل منهما نحو 100 ذراع من خشب الأرز ومن خشب مر.
وقد صورت السفن أيضا على جدران معبد (ساحورع) و (أوناس) من عصر الأسرة الخامسة، ومن أشهر الملاحين في مصر القديمة البحار (هيركوف) من عهد الملك (بيبى الاول) و (بيبى الثانى) والذى قام بعدة رحلات ومغامرات حازت على اهتمام الملوك والامراء.
أما الدولة الوسطى وبعد تدهور الأحوال خلال ما يسمى بعصر الإنتقال الأول، عادت البلاد إلى سابق عهدها مع بداية الدولة الوسطى واستمرت الرحلات البحرية والبعثات إلى أفرقيا والشام، وكان للملك "سنوسرت الثالث" دوراً هاماً في تطور الملاحة فى مصر وشق القنوات.
ومن أهم أعماله:
- قناة سنوسرت الثالث وهى أول قناة تصل بين البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر وهى نفس فكرة قناة السويس حالياً وهذه القناة كثيراً ما ردمت وتجددت على مر العصور.
- قناة سنوسرت الثالث في الجندل الأول جنوبًا فقد قام بشق هذه القناة في صخور الجندل الأول إلى البحر الأحمر فكانت بجانب قيمتها التجارية طريقًا للسفن الحربية واستخدمتها أساطيل الملوك في الدولة القديمة لمئات السنين أثناء حروبهم مع كوش.
وفي الدولة الحديثة،احتوت مقبرة الملك أحمس في مدينة الكاب على مناظر للأساطيل التي استخدمها الملك أحمس في طرد الهكسوس فبعد انتصاره توجه بتلك الأساطيل جنوبًا من قناة سنوسرت الثالث فى طريقه إلى بلاد بونت.
وقد أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة بحرية من عدة سفن أقلعت بمائتين وخمسين بحاراً إلى بلاد بونت وعادت محملة بإثنين وثلاثين شجرة نادرة غرست بمعبد الدير البحرى بطيبة (الأقصر) والكثير من الكنوز وقد سجلت على جدرانه هذه الرحلة.
وفي عهدالملك تحتمس الثالث توجهت حملة عسكرية للقضاء على قادش، وتم أسر مجموعة من السفن أصبحت نواه أنشأ عليها بعد ذلك الأسطول المصري،وفي عصر الملك سيتي الأول، الأسرة التاسعة عشر، أعيد حفر القناة التي تربط البحرين الأبيض المتوسط والأحمر من فرع النيل الشرقي.
وقد شهدت الدولة الحديثة تطوراً كبيراً في البحرية المصرية والملاحة وخرجت السفن إلى معظم أرجاء الأرض مثل جبيل واليونان وتكريت ولبنان وبلاد بونت وغيرها للتجارة والتبادل إلى جانب سفن نقل الجنود والعاملين والركاب.
اما في العصر المتأخر،فقد ظهرت أهمية الأسطول المصري في عصر الملك (نخاو) ثانى ملوك الأسرة السادسة والعشرون، ففي عهده طاف الأسطول المصري بقيادة فينيقيين حول القارة الإفريقية عام 616 ق.م، وذكر هيرودوت عن تلك الرحلة أن الملك نخاو أرسلها لإرتياد سواحل أفريقيا المعروفة في هذا الوقت بإسم لوبيا واستغرقت الرحلات ثلاث سنوات كاملة.
وعرف الملك (نخاو) أهمية الحروب البحرية بعد هزيمة جيوشه بقيادة ابنه نبوخذ نصر على سواحل نهر الفرات في معركة (قرقميش) عام 605 ق.م، فأنشأ أسطول بحرى ضخم وقوى جزء منه فى البحر المتوسط والآخر في البحر الأحمر وليربط الأسطولين ببعضهما أنشأ قناة تصل بين البحرين فأمر بتنظيف ورفع الرمال من قناة سيتى الاول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق