علاء الدين ظاهر
قال الدكتور معاذ علام من تفتيش الآثار الإسلامية بالقليوبية أن الوالى عباس حلمى الأول هو المنشئ الحقيقى للقناطر الخيرية،وهو إبن أحمد طوسون باشا إبن محمد علي باشا حاكم مصر بين عامي 1848 - 1854، و أحد حكام الأسرة العلوية.
ويعتبر الوالى عباس حلمى الأول ثالث حكام الأسرة العلوية هو المنشئ الأساسي للقناطر الخيرية بعد ما بخث حقه التاريخى المؤرخين،بدليل ما ذكره سامى أمين باشا فى كتابه تقويم النيل الجزء الثالث أن الوالى سعيد باشا لا ينشئ سوى القلعة السعيدية والمزاغل التى توجد فوق عيون أو فتحات القناطر الخيرية، وهذا دليل على إستكمال الوالى عباس الأول أعمال بناء القناطر بعد وفاة الوالى محمد على باشا الكبير سنة 1267 هجريا 1851 ميلاديا، وهذا عكس ما قيل أن الوالى عباس توقف فى عهده.
وأخذ المهندس الفرنسي موجيل بك يلح عليه بانجاز هذا المشروع الضخم لكي لا تضيع ثمرة الأمول الطائلة التي أنفقت عليه،لكن الخديو عباس أيضا كان يقول وهو يشير إلي الإهرام (إني لا أدري ما الفائدة من وجود تلك الجبال من الصخور المرصوصة فوق بعضها ،فاذهب واهدمها واستخدم حجارتها في اتمام عمل القناطر،فخشي المهندس موجيل بك من تنفيذ هذا الأمر حتي لا ينعت علي مر العصور بإنه هادم الأهرام .وكلما فكر في هذا الأمر يقف شعر رأسه رعباً.
وبسبب عدم حب الوالى عباس للعناصر الاجنبية فى البلاد فقد أمر بإعفاء المهندس موجيل بك وكلف مظهر بك بالادارة واستكمال أعمال بناء القناطر الخيرية وذلك فى 12 جمادى الأولى عام 1269 هجريا، فيعتبر المهندس موجيل بك صاحب المشروع ولكن الذى نفذ المشروع هو مظهر بك، وفى نفس العام قام بتعيين صاحب العزة سليم باشا صاحب لواء اللواءين الخيالة الثالث والرابع ليكون ناظرا للقناطر الخيرية.
وكانت عيون القناطر الخيرية عليها بوابات أفقية وكانت عبارة عن أعواد وقضبان حديدية متفاوتة الأقطار ومرتبطة ببعضها على شكل قوس يتحرك على محور أفقى طرفاه مثبتان فى البغال، ونظرا لأن هذه البوابات لم تؤد وظيفتها فتم تغييرها وإستبدالها ببوابات حديدية تتحرك رأسيا على بكرات مثبتة فيها داخل دروندات حديدية ويتم رفع وخفض هذه البوابات من خلال الأوناش والمعدات الهيدروليكية وذلك حدث فى عهد الخديوى إسماعيل باشا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق