علاء الدين ظاهر
شهدت الآونة الأخيرة تبادل كثير من رواد الفيس بوك والتواصل الاجتماعي صور الرحالة والمستشرقين التي ترصد كثير من الحياة اليومية بمصر.
وفي هذا الشأن قالت الباحثة آية صلاح عبد المقصود عضو إدارة متابعة البرنامج الحكومي بمكتب وزير السياحة والآثار والمتخصصة في دراسة التراث والآثار الإسلامية خاصة المخطوطات وصور الرحالة والمستشرقين، أن مصر كانت محط أنظار كثير من الرحالة والمستشرقين، الذين قاموا بزيارتها في فترات مختلفة.
ولم تقتصر زيارتهم على العاصمة بل قاموا بزيارة كثير من المدن والقرى المصرية،وخلال زيارتهم قاموا برصد وتسجيل كثير من تفاصيل الحياة في هيئة لوحات فنية رائعة متنوعة ، تعكس كثير من البيانات والمعلومات التوثيقية المهمة عن المجتمع المصري.
ولا شك أن تلك الأعمال أصبحت الآن مصدرا للعودة الي الماضي ومعرفة الكثير من المعلومات الخاصة بالتطور الحضاري بمصر، خاصة وأننا نمتلك عدداً كبيراً من الألبومات والصور.
كذلك أوضحت أن من خلال دراسة تلك اللوحات يمكن التعرف على النسيج العمراني وتطوره ومميزات العمائر، كذلك الوقوف على أنماط وأشكال العمائر وسماتها المعمارية والفنية ومفرداتها.
خاصة أن الرسوم تتضمن رسوم مدن وعمائر مختلفة كالعمائر الحربية كالقلاع والأسوار، العمائر الدينية كالمساجد، بالإضافة إلى القصور والمنازل والميادين العامة، كما سجل الفنين الأحياء الشعبية وصف دقيقا مفصلا وما به من حوانيت وآثار وحرف متنوعة.
ولم تقتصر اللوحات على تسجيل الجوانب المعمارية فقط، بل رصد الكثير من الحرف والصناعات المختلفة، العادات والتقاليد المرتبطة بالشعب المصري، وكذلك الوكالات والأسواق وصفها ووصف المنتجات.
ولم يتعرض المستشرق أو الرحالة إلى الأحداث الخارجية فقط بالأحداث داخل المنازل وتفاصيل كثيرة من مشاهد الحياة اليومية داخل البيوت والدور في شتي المستويات الاجتماعية.
ومن هنا جاء هذا الكم من اللوحات مصدرا غني بكثير من البيانات والمعلومات الحضارية المهمة التي تهتم به كثير من الباحثين والدراسيين لأول مرة كونه أحد مصادر التوثيق الحضاري.
والتي يمكن من خلالها تكوين سجل حضاري يمكن الاستفادة في الحفاظ على التراث الحالي، سواء كان تراث مادي من مباني وعمائر ومدن تاريخية وآثار أو تراث غير مادي يعبر عن كافة العادات والتقاليد والحرف والفلكلور المصري الخالص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق