علاء الدين ظاهر
قالت أ.د هناء محمد عدلى حسن أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآداب-جامعة حلوان أن الفن الإسلامى ليس بالضرورة الفن الذى يتحدث عن الإسلام، إنما هو الفن الذى يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الإسلامى لهذا الوجود.
جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمى للفن الإسلامى،موضحة أنه المقصود بعالمية الفن الإسلامى هو تعميم الفن بمنطق إنسانى والانتقال به من حيز المحلية إلى آفاق إنسانية رحبه، بمعنى آخر انتشار الفن الإسلامى فى العالم كله وسهولة تمييزه بمجرد النظر إليه وهو ما يتحقق فى الفن الإسلامى.
ولفهم وتذوق الفنون الإسلامية يجب أن نضع فى أذهاننا عده اعتبارات،خاصة أن المقاييس الغربية للفنون ليست هى المقاييس الوحيدة، يجب أن نبتعد بنظرتنا خلال تقييمنا للفن الإسلامى عن مفاهيم الفن الغربى التقليدية التى ظهرت عند الإغريق أو فى عصر النهضة، ذلك أن الفن الإسلامى له مفهوم جديد ينسجم مع فلسفته الروحية ورمزيته.
وتنبع الزخارف الإسلامية من مضمون روحى جعل الفن الإسلامى سر ثراء العالم فنيا، فابتكر فى التجريد عند توزيع العناصر الزخرفية توزيعا رياضيا متماثل الأجزاء، وجعل الدائرة الزخرفية الإسلامية عالما مشحون بالرموز الصوفية، فالدائرة هى مسار الكواكب وهى دوران الليل والنهار، وهكذا فهو فن زاخر بالدلالات فى عناصره الزخرفية النباتية والهندسية اللامتناهية، عناصر تعج بالاستمرار الأزلى للحياه وانطلاق الروح الإنسانية نحو التحرر من أى قيود.
ويهتم الفن الإسلامى بقوانين روحية تحكمها فلسفة إسلامية تقول بأنه ليس المهم نقل الحقائق ولكن الأهم هو الاندماج الكلى والتوحد مع تلك الحقائق فى كل صورة وفى كل عمل فنى.
والفن الإسلامى فن عالمى لأنه كلاسيكى ورومانسى وواقعى ووجدانى ولكن بمفهوم خاص، كلاسيكى حين يعبر عن التناسق الرائع للأشياء، ورومانسى حينما يلمس أعماق الإنسان وينقل تجاربه الشعورية ويقدم العشق الإلهى، وواقعى حين يعلن الانقلاب على كل القيم المنحرفه عن الصراط المستقيم، ووجدانى فى تجسيد التجربة الإيمانية ليظل الفن الإسلامى سر ثراء العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق