05‏/04‏/2022

الموقع الأول الذى استقبل المسلمين الفاتحين..قصة المساجد الأثرية في سيناء..صور

علاء الدين ظاهر

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن سيناء كانت أول منطقة بمصر تضاء بنور الحضارة الإسلامية وتعاقبت العصور الإسلامية على سيناء وتحولت أرضها الطاهرة إلى منابر إشعاع حضارى من خلال آثار إسلامية عديدة الدينية منها والحربية والمدنية وتعددت أماكن الصلاة.



فمنها المسجد الجامع الذى يشترط فيه وجود المنبر لإقامة كل الصلوات وصلاة الجمعة، والمسجد لإقامة الصلوات عدا صلاة الجمعة لعدم وجود منبر، والمصلى وهو مكان مكشوف لصلاة القيام فى رمضان وصلاة العيدين وله محراب يحدد اتجاه القبلة وكانت هذه المنشئات منابر لنشر الفكر الإسلامى المستنير ومدارس لفن العمارة والفنون الإسلامية 



ويضيف الدكتور ريحان أن أول هذه المساجد هو مسجد الوادى المقدس داخل دير سانت كاترين الذى بنى فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م ويؤكد ذلك أدلة أثرية دامغة منها وجود كرسى شمعدان من الخشب داخل الجامع عليه نص كتابى من عهد الإنشاء فيه اسم منشئ الجامع.




 وهو أبى المنصور أنوشتكين الأمرى نسبة إلى الخليفة الآمر بأحكام الله وكذلك نص محفور على واجهة منبر الجامع بالخط الكوفى يؤكد أن بناء الجامع كان فى عهد الآمر بأحكام الله الموجود اسمه بهذا النص وتاريخ الإنشاء واسم منشئ هذا المنبر المخصص للجامع وهو الأفضل بن بدر الجمالى عام 500هـ .

 ‏

 ‏

 ‏

 ‏وبنى الجامع داخل الدير ثمرة العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين التى بلغت ذروتها فى العصر الفاطمى ليصلى فيه قبائل سيناء الذين يقومون بخدمة الدير من قبائل الجبالية نسبة لجبل موسى وكذلك القبائل خارج الدير وكان يمر به الحجاج المسلمون فى طريقهم لمكة المكرمة وتركوا كتابات تذكارية عديدة ما زالت على محراب الجامع إلى الآن 




وينوه الدكتور ريحان إلى أن الجامع يقع فى الجزء الشمالى الغربى داخل الدير ويواجه الكنيسة الرئيسية حيث تتعانق مئذنته مع برج الكنيسة وتخطيطه مستطيل ينقسم لستة أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية، ثلاتة عقود موازية لجدار القبلة وأربعة متعامدة عليه وله ثلاثة محاريب، الرئيسى متوج بعقد ذو أربعة مراكز كالموجود فى الجزء القديم من الجامع الأزهر.




وله منبر خشبى آية فى الجمال يعد أحد ثلاثة منابر خشبية كاملة من العصر الفاطمى الأول منبر جامع الحسن بن صالح بالبهنسا ببنى سويف والثانى منبر الجامع العمرى بقوص وللجامع مئذنة جميلة من الحجر الجرانيتى تتكون من دورتين قطاعهما مربع تعانق برج كنيسة التجلى داخل الدير فى منظر لا يتكرر ولن يتكرر إلا فى مصر 




ويوضح الدكتور ريحان أن سيناء تحوى مساجد أنشئت داخل قلاع إسلامية أحدهم يقع داخل قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا (567هـ 1171م) كشفت عنه منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية حيث عثر على اللوحة التأسيسية باسم منشئ الجامع وهو الأمير حسام الدين باجل بن حمدان.




 كما تحوى القلعة مصلى مكشوف وفى قلعة الجندى الذى بناها صلاح الدين من عام 1183 حتى 1187م على الطريق الحربى الخاص به بسيناء 230كم من القاهرة كشف عن مسجدان منهم مسجد جامع ومصلى والمسجد الجامع له محراب آية فى الجمال كتب فى صدره بالخط الكوفى "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد" ويمثل المحراب كتلة معمارية ذات زخارف من إشعاعات.

 ‏

 ‏

 ‏

 ‏كما تحوى قلعة رأس راية بطور سيناء 420كم من القاهرة التى تعود إلى العصر العباسى وأعيد استخدامها فى العصر الفاطمى جامعًا شهيرًا اكتشفته بعثة آثار يابانية تحت إشراف منطقة آثار جنوب سيناء مبنى بالطوب اللبن والحجر المرجانى وهو حجر أكثر صلابة ومقاومة للأملاح

ولفت الدكتور ريحان إلى مسجد الكيلانى أو الجيلانى بطور سيناء الذى بناه مسيحى من أهل طور سيناء وهو عامل بناء مسيحى يدعى بنيوتى جريجورى ولد عام (1256هـ / 1840م) و مات عام (1359هـ / 1940م) .




وكان مقام الشيخ الجيلانى موجودًا قبل بناء المسجد ويقال إن الشيخ الجيلانى جاء من السعودية وكان ثلثى المسجد تقريبًا داخل البحر ثم انحسرت المياه، ويقع غرب الجامع مخزن لخشب المراكب صاحبه يدعى أحمد سالم وأمام الجامع منزل ملك شيخ الجامع وهو الشيخ أحمد شتح



وينوه الدكتور ريحان إلى أن الجامع بمنارة ويقع فى شمال مدينة الطور ويعود لعهد الخديوى توفيق ويضم مقامًا قديمًا للشيخ الجيلانى وقد تولى الخديوى محمد توفيق بن إسماعيل (1297- 1310هـ / 1879 إلى 1892م) وأهم ما حدث فى سيناء فى عهده هو تحول طريق الحج من الطريق البرى إلى الطريق البحرى عام (1301هـ / 1884م) 

ويتابع بأن سيناء تضم القبر الذى يعلوه قبة ويطلق عليه ضريح مثل ضريح الشيخ الجيلانى ومنها القبر الذى يعلوه كوخ ويعرف بالمقام مثل مقام الشيخ راية برأس راية.





 ومنها القبر الذى لا يعلوه قبة أو يحيط به كوخ ويعرف بالقبر وهم يدفنون موتاهم بجانب الأولياء ويطلق أهل سيناء على أوليائهم لقب النبى فنجد قرب دير سانت كاترين مقام النبى هارون ومقام النبى صالح ولا يضم أى من القبرين النبى صالح أو النبى هارون والمدفون فى مقام النبى هارون أحد شيوخ البدو والمدفون فى مقام النبى صالح هو الشيخ صالح أحد شيوخ البدو والذى أطلق اسمه على الوادى الموجود به المقام وهو وادى الشيخ 



ويصف الدكتور ريحان معالم الجامع الذى يقع بالجهة الجنوبية من تل الكيلانى ويشرف على خليج السويس مباشرة وهو جامع صغير مساحته 22م طولًا 12م عرضًا وهو من المساجد ذات الوحدة المفردة حيث يتكون بيت الصلاة من قاعة مستطيلة غير مقسمة لأروقة ولا يوجد به صحن أوسط ويغطيه سقف مسطح وينقسم لثلاثة أجزاء الجزء الأول بيت الصلاة فى الجزء الشمالى الشرقى.




 وهو عبارة عن مساحة مستطيلة 12م طولًا 8م عرضًا والجزء الثانى وهو الأوسط مكون من مساحة مستطيلة 12م طولًا 6م عرضًا و يتضمن القبة الضريحية الخاصة بالشيخ الجيلانى بالجهة الجنوبية الشرقية والمئذنة بالجهة الشمالية الغربية وهى مئذنة بسيطة من شرفة واحدة والجزء الثالث بالجهة الجنوبية الغربية ويتضمن حجرتين أحدهما لخادم الجامع والأخرى مخزن.




 وينوه الدكتور ريحان إلى أن مساجد سيناء بنيت أيضًا أعلى الجبال مثل الجامع الفاطمى على جبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر والجامع الفاطمى على قمة جبل الطاحونة بوادى فيران 868م فوق مستوى سطح البحر الذى كشفت عنه بعثة آثار ألمانية تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والفبطية والجامع من حجر الجرانيت وأنشأه أبى المنصور أنوشتكين الآمرى 500هـ ، 1106م كما ورد فى نص كرسى الشمعدان بجامع الوادى المقدس  



وتضم منطقة شمال سيناء مساجد مثل مسجد حصن الطينة 35كم شرق مدينة القنطرة شرق كشفت عنه منطقة شمال سيناء للآثار الإسلامية له ثلاثة محاريب والقلعة بناها السلطان الغورى 914هـ 1158م وظلت عامرة حتى 1140هـ وبنيت بالطوب الأحمر وجامع آخر كشفت عنه منطقة شمال سيناء بقرية قاطية وكانت قاطية مركزًا للجمارك بمدخل مصر الشرقى آواخر العصر الأيوبى والجامع مبنى بالطوب الأحمر وله مئذنة وأماكن للوضوء  





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق