علاء الدين ظاهر
مع شروق شمس الثلاثاء الماضي 4 نوفمبر فتح المتحف المصري الكبير أبوابه ليبدأ في إستقبال الزوار بشكل معتاد،وذلك بعد ما تم إفتتاح المتحف رسمياً في حفل شهده العالم كله،إلا أن السؤال الذي طرح نفسه..هل متحف بهذا الحجم والمكانة الكبيرة سيكون مجرد مكان لعرض الآثار فقط؟!!،وكانت الإجابة لدي الدكتور طارق سيد توفيق أستاذ الأثار المصرية القديمة بكلية الأثار جامعة القاهرة ورئيس الرابطة الدولية لعلماء الأثار المصرية القديمة والمشرف العام الأسبق علي مشروع المتحف،وذلك في حواره مع منصة #آثار_مصر.
علم المصريات
قال في البداية: المتحف سيصبح بيت خبرة لتدريس وتصدير علم المصريات وترميم الآثار إلي العالم كله،فبجانب كونه متحف القرن 21،سيكون دوره في مرحلة ما بعد الإفتتاح الرسمي بمثابة معهد لدراسة الأثار المصرية القديمة واليونانية الرومانية في مصر،وكذلك مركزاً مرجعيا لترميم الأثار،خاصة أن المتحف لديه 15 الف قطعة أو يزيد لم يتم عرضها من قبل،وتمثل مقوما مغريا جداً لعلماء الأثار من المصريين والأجانب،لدراسة هذه الأثار دراسة متأنية والبدء في عمل المقارنات العلمية لما سبق وتوصل اليه علم الأثار المصرية القديمة،لإضافة تفاصيل شيقة إلي الحضارة المصرية القديمة.
وتابع:هذا سيغير شكل مراجع علم الأثار في العالم،إذ يضيف اليها زخما من القطع التي لا بد من إدخالها في سياق الدراسات السابقة،بل سيغير ملامح بعض هذه الدراسات،ومن ناحية أخري سيشجع ذلك علي التعاون بين علماء الأثار المصريين والأجانب،لعمل مشاريع مشتركة سيستفيد منها المتحف أيضا في أفكار جديدة ومبتكرة للمعارض المؤقتة،والتي سيتم عملها في المتحف مستقبلاً.
خبرات المرممين
وفيما يتعلق بترميم الآثار،قال د.طارق:قام رجال الترميم والصيانة في المتحف المصري الكبير علي مدي 15 عاما منذ افتتاح مركز ترميم وصيانة الأثار عام 2010 بالمتحف، تم خلال هذه الفترة ترميم وصيانة ما يقرب من 50 الف قطعة،وأصبح العاملون بالترميم بالمركز لديهم خبرات غنية جدا في مجال ترميم الأثار المتنوعة والمركبة،وبالتالي اصبح هذا المركز مركزا مرجعيا فيما يتعلق بترميم الأثار من مختلف المواد،وهناك فرصة متاحة لنقل هذه الخبرات علي المستوي العالمي،بإعتباره بيت خبرة عالمي تستفيد منه متاحف العالم في عمليات الترميم وتدريب رجال الترميم لديهم.
وتابع:المتحف المصري الكبير له شق تعليمي وأكاديمي كبير سيظهر بقوة في المرحلة القادمة،وقد كان هناك بداية للتعاون الدولي في مجال الترميم مع خبراء من اليابان،وذلك أثناء فترة الإعداد وبناء المتحف،وأسهم تبادل الخبرات في النقل الأمن علي وجه الخصوص لاثار الملك توت عنخ امون،وذلك باستخدام الورق الياباني المضاد للبكتيريا وشديد الليونة،وقد استخدم هذا الورق ايضا في عمليات الترميم الاستراجعية الغير متلفة للأثار،فالبتالي تبادل الخبرت مهم جدا.
التعاون الياباني
كما أن مركز ترميم وصيانة الأثار بالمتحف لديه معامل لكل مواد الأثار،ويستطيع أن يقدم خبراته وفرص التدريب للمرمين من الخارج في هذا الصرح العظيم للترميم بالمتحف،وأثناء الاعداد للعرض المتحفي تعاون بين خبراء ترميم وصيانة الأثار مصريين وخبراء من اليابان في النقل والترميم،حيث تم إستخدام نوع من الورق الياباني يتميز بأنه مضاد للبكتيريا وشيد الليونة،واستخدم في النقل الأمن خاصة في الأثار الغضوية والمذهبة للملك توت عنخ امون، كما استخدم في الترميم بشكل استرجاعي غير متلف للأثار.
أجهزة حديثة
وأضاف:من هنا المركز يساعد علي التقدم في تقنيات الترميم،وقد زودت مصر هذا المركز بكافة الأجهزة الحديثة في مجال الترميم والصيانة،وبه معامل لكل المواد التي نجدها في أثار من عضوية او غيرها او مواد مركبة،فهذا المركز اصبح مرجعيا بحيث يمكن ان تقام به دورات تدريبية منظمة لخبراء الترميم من مختلف أنحاء العالم،وآخرها ورشة تدريبية تم تقديمها لمتدربين وخبراء من الخليج وبالتالي هذا المتحف مجمع ثقافي حضاري، سيضاف اليه ايضا جانبا اكاديميا تدريبيا مهما سيستغيد منه العالم كما يستفيد منه علماء الترميم والاثار والصيانة وعلم المتاحف في مصر،ويمكن عمل دورات في المتحف لهواة الأثار المصرية من جميع أنحاء العالم،وتم فيها تدريس اللغة المصرية القديمة وآثار وفن مصر القديمة،وتطبيق ذلك علي القطع الموجودة في المتحف،يصبح المتحف مدرسة لهواة المصريات أسوة بالمدرسة في متحف اللوفر بباريس.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق