01‏/11‏/2025

في المتحف المصري الكبير..رحلة مع ملوك مصر القديمة إلي الحياة الأبدية علي الدرج العظيم

علاء الدين ظاهر 

يعد الدرج العظيم من أكثر الأماكن في المتحف المصري الكبير تفردا،وهي فكرة غير مسبوقة وتميزه عن باقي المتاحف العالمية،فطبقًا لسيناريو العرض المتحفي تعرض مجموعة من أفضل وأضخم القطع الأثرية التي تجسد روائع فن النحت بمصر القديمة مقسمة علي 4 موضوعات رئيسية،حيث تبدأ الرحلة علي الدرج العظيم من عصر الدولة القديمة وحتى العصر اليوناني الروماني،إنتهاءا بمشهد بانورامي مدهش من خلف الزجاج لأهرامات الجيزة الخالدة.


وعلي الدرج العظيم تعرض قطعا أثرية ضخمة متنوعة ما بين تماثيل وتوابيت وغيرها،ولكي تتخيل حجم المكان قبل زيارته،فإن الدرج العظيم يتكون من 105 سُلمة على مساحة حوالي 6500 متر مربع،ويبلغ إرتفاعه صعوداً حجم 6 أدوار تقريبا،مما يجعله بالفعل أحد قاعات العرض التي يتميز ويتفرد بها المتحف،والتماثيل والقطع التي تُعرض عليه يمكن للزوار التجول بينها والتعرف عليها وقصة وضعها بهذا الشكل،وذلك طبقاً لسيناريو عرضها الذي يقسمها إلي 4 أقسام سنأخذكم في رحلة للتعرف عليها.




1

الهيئة الملكية Royal Image


هنا تعرض مجموعة متميزة من تماثيل الملوك التي مرت بمراحل تطور وتغيرات عديدة شهدها الفن الملكي في مصر القديمة،وبالرغم من ذلك كان من السهل التعرف على سمات الملوك وملامحهم في التماثيل،حيث نجح الملوك في خلق كيان قوي مهيب لصورة الملك في مصر القديمة،وهو ما كان يؤكده الملك بإعلان اختياره من قبل المعبودات التي نصبته حاكما للبلاد ؛ لما يتمتع به من قوة وعظمة بالغين.


وقد كانت التماثيل والنقوش الملكية تزين أعظم وأهم منشآت الدولة: كالمعابد والقصور والمقابر الملكية، هذا إلى جانب أنها كانت توضع في المنازل والمقابر الخاصة بكبار رجال الدولة. وبالرغم من مراحل التطور والتغيرات العديدة التي شهدها الفن الملكي في مصر القديمة، إلا أنه كان من السهل التعرف على سمات الملوك وملامحهم في التماثيل.


ومن أهم التماثيل المعروضة على الدرج العظيم في هذا القسم تمثال للملك سيتي الأول من الجرانيت الوردي، وتمثال للملك سنوسرت الثالث أو أمنمحات الرابع من عصر الدولة الوسطى مصنوع من الكوارتزيت ، ويظهر عليه أميرتان ، وقد أُعيد استخدام التمثال مرة أخرى في عهد الملك رمسيس الثاني والملك مرنبتاح،تمثال للملك سيتي الثاني مصنوع من الكوارتزيت من عصر الدولة الحديثة، وتمثال للملك أمنحتب الثالث،وتمثال للملكة حتشبسوت، وتمثال للإمبراطور الروماني كاراكالا من الجرانيت الأحمر.  




2

الدور المقدسة Divine Houses


في هذا القسم سيعرف الزائر أنه كانت مسئولية تشييد المعابد بمختلف أنواعها تقع على عاتق الملك ،بجانب أنه يؤول إليه شئون صيانة مرافق المعابد وتجميلها، وقد خُصصت المعابد الجنائزية للملوك بعد وفاتهم وكان يعتبر كل معبد بمثابة السكن الخاص بالمعبودات وكانت أرواح هذه المعبودات تكمن في التماثيل الموضوعة أمام المعابد.


وكرست المعابد في مصر القديمة لمختلف أنواع المعبودات، سواء كانت المعبودات المحلية أو معبودات الدولة الكبرى، هذا إلى جانب المعابد الجنائزية التي خصصت للملوك بعد وفاتهم،وقد كان يعتبر كل معبد بمثابة للمسكن الخاص لأي من المعبودات، وطبقا للمعتقد المصري القديم كانت «أرواح» المعبودات تكمن في تماثيلها الموضوعة بداخل المعبد، حيث كان يؤدى لها ما يعرف بـ «طقوس الخدمة اليومية» والتي كانت تتضمن شعائر تقام يوميا لتمثال المعبود، بدءا من طقوس إيقاظه وإلباسه ملابسه، ثم تقديم الأطعمة والتعبد له.


وبعد انتهاء تلك الطقوس في نهاية اليوم يعاد التمثال إلى ناووسه، الذي يغلق إلى صباح اليوم التالي حيث تجدد الطقوس مرة أخرى. أما المعابد الجنائزية الخاصة بالملوك بعد وفاتهم - والتي تعرف بـ «معابد تخليد الذكرى»،فكان الهدف الرئيس منها هو استمرارية تقديم القرابين للملك بعد وفاته، وبذلك يضمن الملك أن يصله إمداد أبدي من القرابين في العالم الآخر. وقد كانت مسؤولية تشييد المعابد بمختلف أنواعها تقع على عاتق الملك، إلى جانب أنه كان من يؤول إليه شؤون صيانة مرافقها وتجميلها.


ومن أهم القطع المعروضة في هذا القسم عمودان وعتب من الجرانيت الأحمر للملك ساحورع من عصر الدولة القديمة،وتمثال على هيئة أبو الهول للملك أمنمحات الثالث.

بوابة الملك أمنمحات الأول،وعمودان وعتب للملك سوبك إم ساف الأول من عصر الدولة الوسطي،وناووس للملك سنوسرت الأول،ومسلة للملك مرنبتاح،وقمة مسلة للملكة حتشبسوت،وناووس للملك رمسيس الثاني،وناووس للملك نختنبو الثاني.




3

المعبودات والملوك Gods & Kings


عندما يصل الزائر إلي هنا،سيعرف أنه كانت هناك علاقة وطيدة في مصر القديمة بين كلا من الملوك والمعبودات ، وكانت تلك العلاقة قائمة على مبدأ تقسيم المسؤوليات بين الملك والمعبودات، فالمعبودات تتعهد بكل مايتعلق بشؤون السماء والنيل والصحراء والعالم الآخر، أما الملك فقد كان حلقة الوصل بين المعبودات والبشر ومركز الوجود كله باعتباره ممثلًا للمعبود على الأرض، وكان مسؤولًا عن حكم مصر والحفاظ على أمن واستقرار الدولة وتأمين حدودها.


وفي هذا القسم يشاهد الزوار مجموعة متميزة من تماثيل المعبودات والتماثيل الزوجية وتماثيل للثالوث المقدس، حيث كانت العلاقة بين الملك والمعبودات في مصر القديمة قائمة على مبدأ تقسيم الأدوار والمسؤوليات، فكان للمعبودات عدة اختصاصات من بينها التعهد بكل ما يتعلق بشؤون السماء والنيل والصحراء والعالم الآخر الخاص بالموتى، في حين كان الملك هو حلقة الوصل بين المعبودات والبشر ومركز الوجود كله باعتباره ممثل المعبود على الأرض، وكان يقع على عاتقه مسؤولية حكم مصر، والحفاظ على أمن واستقرار أركان الدولة.


لقد كان يتم إقامة تماثيل للمعبودات في ظل تغييرات وأحداث محددة كبناء معابد جديدة، أو عندما يصبح معبود بعينه معبودا قوميا، أو عندما تستقر شؤون البلاد من بعد مرورها بفترات اضطراب. كان الملك هو الوحيد المخول له إصدار الأوامر الإقامة تماثيل جديدة للمعبودات، وقد كانت الملامح الخاصة ببعض تماثيل المعبودات تتشابه - إلى حد بعيد - مع ملامح الملك، الذي أمر بإقامتها وصممت في عهده.


ومن أهم القطع المعروضة في هذا القسم تمثال للمعبود بتاح من الحجر الرملي،وتمثال للملك سنوسرت الأول بالهيئة الأوزيرية،وتمثال للملك رمسيس الثاني في حماية إحدى المعبودات،وثالوث من الجرانيت الوردي للمعبود بتاح والملك رمسيس الثاني والمعبودة سخمت،وتمثال مزدوج للملك أمنحتب الثالث مع المعبود رع حور آختي،وتمثال مزدوج للملك رمسيس الثاني والمعبودة عِنات،وتمثالين للمعبود سرابيس من العصر الروماني.



4

الرحلة إلى الحياة الأبدية Journey to Eternity



يعتبر الموت عند قدماء المصريين بمثابة بوابة المرور إلى العالم الآخر،حيث البعث والحيالة الأبدية،لذا اهتم الملوك في مصر القديمة بالحفاظ على أجسادهم بعد الوفاة،وتم دفنهم إما في الأهرامات أو المقابر الملكية،حيث لم يكن الاعتقاد السائد عن الموت في مصر القديمة بأنه نهاية حياة الإنسان،فبعد موت الملك ينتقل للحياة الأخرى حيث الخلود.


وعبر التاريخ المصري القديم اختلفت أوجه تجسيد المفهوم السابق ففي عصر الدولة القديمة اعتقد أن روح الملك المتوفى تحلق نحو السماء عقب وفاته على هيئة نجم، بينما في عصر الدولة الحديثة يتحول الملك بعد وفاته ليصبح المعبود أوزير ملك العالم الآخر،وكان يعد الحفاظ على جسد الملك بعد وفاته أمرا جوهريا، لذا فإن وجود المقبرة الملكية بنطاق آمن كان الهدف المنشود للمصري القديم، وهو ما تبعه تطور في شكل القبر الملكي.


ففي عصر الدولة القديمة والدولة الوسطى كان الملوك يدفنون أسفل الأهرام، بينما كانت المقابر الملكية في عصر الدولة الحديثة تخفى في باطن الصخر بوادي الملوك. وفي عصر الانتقال الثالث والعصور المتأخرة قام الملوك ببناء مقابرهم في نطاق حرم المعابد.


وفي هذا القسم يتم عرض مجموعة من التوابيت الملكية، ومنهم تابوت الملكة مِرس عنخ الثالثة من عصر الدولة القديمة،وتابوت الأمير خوفو جِدف،وتابوت الأميرة نيتوكريس،وتابوت جحوتي مِس،وتابوت حو سا إيست الأول،وتابوت تحتمس الأول.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق