حوار وتصوير .. علاء الدين ظاهر
كشف أ.د.أحمد غنيم الرئيس التتفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية أن موكب نقل المومياوات الملكية قريبًا جدًا، والذي سيمثل ما يوازي مليون دولار دعاية، حيث سيجعل الموكب المتحف محط أنظار العالم كله بما في ذلك الزائر المصري،والذي لا يعرف عن المتحف حتى الآن سوى القليل، وسيبدأ هنا التساؤل، ما هو هذا المتحف، وسيبدأ الفضول ناحية المتحف يتحرك، وهو ما سيجعل الزائر يأتي إلي المتحف لزيارته.
وقال في حواره مع بوابة آثار مصر:عدد المومياوات التى سيتم نقلها 22 مومياء ملكية،منها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات،من بينهم مومياوات الملك رمسيس الثانى، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتى الأول، والملكة حتشبوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك آمنحتب الأول، والملكة أحمس-نفرتاري زوجة الملك أحمس.
وقال غنيم أن المتحف طبقا لما أكده الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار تحول لهيئة اقتصادية بموجب القانون 10 لعام 2020 ويحتاج لتغيير الفكر وإحداث انطلاقة اقتصادية في المكان،وهناك في الهيكل المشكل في القانون نائب للشئون الأثرية،والأثري له احترامه وتقديره "ومن غيره ما نقدرش نشتغل بالأساس"، ولكن هناك بعد أخر خاص بالإدارة والتسويق والتخطيط والتعامل مع مستثمرين،مما جعلني أقبل بتولي مسئولية المشروع،خاصة أنني متخصص في الاقتصاد وعملت مستشارا ثقافيا لمصر في ألمانيا والنمسا 4 سنوات وبالتالي لست غريبا علي الشأن الثقافي
وهذا المكان ليس مجرد متحف فقط بل هو منارة ثقافية وحضارية ومشروع قومي لمصر،وبه قدر هائل من الطاقة الكامنة لم تستغل بعد سواء من الأصول البشرية أو الأصول المادية، والأصول البشرية أقصد بها العاملين بالمتحف والذين نتيجة تغير الظروف لم يحصلوا علي الفرصة الكاملة لإظهار قدراتهم وما لديهم من إمكانيات،والأصول المادية بالفعل "حاجة ما حصلتش" ومبهرة، والمشروع اقترب أن يقف علي قدميه،وهناك تعامل مع مستثمرين وشركات ونوع أخر من الإدارة لم يكن موجودا من قبل،ومن أبسط الأمور تذاكر وخدمات الزوار والشئون المالية والإدارية وكل هذا يأتي في إطار إنشاء هيكل للمكان بعد ما طرأ علي العمل به من تقدم وتطورات في السنوات الأخيرة.
وتابع:لا زلت تحت عباءة صندوق النوبة وتطور العمل أوجد مستجدات،وتحول المتحف الي هيئة سيخرجه من عباءة الصندوق لتنشئ هيئة للمتحف وتؤسسها،والمشروع يتضمن كثير من المفردات الأثرية والتسويقية وعليك أن تديرها بما يحقق صالح الأثار،ويتوافق كذلك مع الفكر الطموح للمتحف كهيئة اقتصادية والتعامل مع المستثمرين،وعلي أنا كرجل اقتصاد إذا لم أحقق ربحًا فعلى الأقل أجعل الخسارة إن وجدت في أقل معدلاتها،وكل هذه الأبعاد قد لا يعيها الأثريون جيدا بحكم أنهم أثريين متخصصين،وأنا كذلك كرجل اقتصاد لا أفهم عملهم الأثري كما يفعلون هم،خاصة أنهم مهرة بالفعل،وهو ليس مجرد متحف بل أكبر من ذلك بكثير،هو منارة ثقافية وخليط من مكتبة الإسكندرية علي حديقة الأزهر ودار الأوبرا بجانب كونه متحفا،ولو روجنا له في هذا الإطار سيحقق نتائج إيجابية كبيرة
وقال غنيم أنه حريص علي متابعة العمل في كل جوانب المتحف لضبط ما يحتاج ودفع ما هو يسير جيدا دون عقبات، ورفع الروح المعنوية للعاملين وهم كفاءة بشرية عالية جدا في جميع المجالات،وألتقي بكثيرين لأستمع لأفكار ومنهم مستثمرين وفنانين ومتخصصين في التراث وأساتذة جامعات، لأن هذا المكان كبير جدا ومن صعوبته وصف هويته وتحديد من هو الزائر الذي سيأتي هل أجنبي أم مصري ولو مصري أي فئة،وهو ما سيبني عليه كثير من الجوانب خاصة الخدمات ومن ستقدم لهم كذلك الخدمات الثقافية التي سيقدمها المتحف والأعمار التي ستتلقى هذه الخدمات ومستوي الزوار الاجتماعي وتناسب هذه الخدمات لكل المستويات،والجزء الخارجي خاصة البحيرة من الأفضل يديره مستثمر تحت إشراف ومتابعة من الأثار،وفي الداخل هناك خدمات سيديرها مستثمر وجزء تحت سلطاتنا لرفع البعد الشكل الثقافي الذي ستقدم فيه وهو ما سيجلب ربحا بعد ذلك.
وتابع غنيم أن حجم التحديات كبير خاصة توقف العمل لفترة طويلة،والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار لا يتأخر عن المتحف في أي دعم، ووراء ذلك الدعم السياسي من الدولة"وربنا معانا"وهذا المكان مستمر إن شاء الله،ولو بيننا وبين المتحف المصري الكبير تنافس وغيرة فهي غيرة حسنة،وكل منا يسعي لأن يكون كما هو مخطط له، ونحن منارة ثقافية وتفردنا يكمن في التنوع الحضاري ونوعيات الأثار التي ستعرض في المتحف والعصور التي تنتمي إليها.
وأوضح غنيم أن منظمة اليونسكو تؤدي مساهمات ومساعدات للمتحف حتي الآن،وشكل هذا الدعم وأسلوب التمويل يختلف عن أسلوب تمويل المتحف المصري الكبير ومساهمة الجايكا فيه،وهو نموذج تمويلي مختلف تماما عنا في متحف الحضارة،واليونسكو قامت بأدوار كبيرة في متحف الحضارة خاصة رفع كفاءة العاملين في المتحف، حيث ستبدأ 3 دورات دريبية لرفع كفاءة العاملين الإدارية بالمتحف،والذي يملك أصولا بشرية في منتهي الكفاءة لكنها تحتاج لرفع المهارات الإدارية،كذلك اليونسكو تساعدنا في إنشاء موقع أليكتروني محترف، وهو دعم فني ورفع كفاءة عاملين وجهزة،حيث أن اليونسكو لا تعطي دعما مالياً مباشرةً.
وعن السبب في الإفتتاح الجزئى المتحف ب 3 قاعات قريباً،قال:عندما نتعاقد على شيء ثم يحدث صدمة اقتصادية والمتمثل في تغيير قيمة العملة عام 2016 والذي أثر على التعاقدات التي تمت مع المتحف، مع الأخذ في الحسبان أن المشروع كان متوقف، فأصبح ما كنا متعاقدين عليه بجنيه، سعره 10 جنيهات، فهنا كان لدينا أحد خيارين إما أن نوقف المشروع أن يتم السير فيه مرحليًا، القاعات المتبقية يتم الافتتاح فيها بمراحل أخرى، فالتفكير هنا براجماتي، بحيث نستفيد بما أيدينا، وليس معنى افتتاح عدد من القاعات سيوقف العمل في بقية المشروعات، فالعمل مستمر، في بقية المشروعات ولن يشعر الزائر بأي من الأعمال الجارية بعد الافتتاح.
وعن مشهد آل طباطبا ومصيره،قال أنه سينقل من مكانه للحفاظ عليه،ومتحف النسيج في شارع المعز سوف يتم نقله كاملًا إلى متحف الحضارة،وسوف يستمر باقيًا في المتحف بشكل نهائي،علي أن يعود سبيل محمد علي في النحاسين أثرًا،حيث أن المكان هناك يتعرض لمخاطر إنشائية شديدة، فحفاظًا عليه وعلى الآثار كان لابد من نقلها إلى مكان آمن وسيعرض في قاعة العرض المؤقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق