01‏/07‏/2021

كتاب الموتي..حكاية أقدم كتاب عرفه التاريخ

علاء الدين ظاهر

«كتاب الموتى»..لغز  لم يستطع أحد حله، ولكن الجميع لديه فضول لمعرفة ما يختبئ بين سطوره، أو نقوشه وهذا ما رصدته الباحثة المرشدة السياحية ميرنا محمد فى دراستها عنه 



وتشير الباحثة ميرنا محمد إلى أن كتاب الموتى هو أقدم كتاب عرفه التاريخ  وسمي بكتاب الموتى لأنه يتكون من عدد من التعويذات السحرية التي تهدف إلى مساعدة الميت في طريقة إلى الدار الأخرة، وكتبه عدد من الكهنة المؤمنين،ويحوي "كتاب الموتى- الخروج في النهار" عشرات البرديات التي تُصنَّف في باب الأدب الجنائزي.



وتضيف ميرنا محمد أن علماء الحملة الفرنسية أول من قام بنسخ تلك النصوص، وفي العام 1842 درسها الألماني لبسيوس، وهو أول من قرأ الكتابة الهيروغليفية بشكل صحيح، وهو كذلك أول من رقَّم تلك البرديات في 165 فصلاً.



 ثم جاءت أول ترجمة لنصوص الكتاب على يد الألماني إميل بروغش وفي العام 1886 أصدر عالم المصريات نافيل ثلاثة مجلدات تحتوي على 71 فصلاً، وفي العام 1890 قام العالم الإنجليزي بدج ببحث مخزون المتحف البريطاني من هذه النصوص ونشر ترجمة لبردية "أني" في العام 1898، وبعدها توالت الترجمات والأبحاث ولم تتوقف حتى الآن.



ويعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار معالم هذه الدراسة موضحًا أن كتاب الموتى يضم ما يقرب من مائتي بردية ويبلغ طول الكتاب 17.40 متر، ويرجع تاريخه للفترة ما بين 594 - 588 ق. م 



تتكون النصوص في هذا الكتاب من صلوات وابتهالات ومدائح وتعاويذ مصرية سحرية مصحوبة برسومات، ووصلتنا نصوص الكتاب مدونة على الجلود والأكفان والتوابيت وحوائط المقابر والمعابد وأوراق البردي. أطلق على النصوص في البداية اسم "إنجيل المصريين.



أما الاسم الشائع لها حاليًا فهو "كتاب الموتى" وهو من ابتكار لبسيوس، فيما سماه قدماء المصريين "برت أم هرو"؛ أي "الخروج في النهار". وكتبت النصوص بالخط الهيروغليفي البسيط والهيراطيقي، أما لغة النص نحوياً فهي "المصري الوسيط"، ولكل فصل عنوان كتب بالمداد الأحمر.



 وينوه الدكتور ريحان إلى أن كتاب الموتى  يثبت توحيد المصري القديم وإيمانهم بإله واحد وأن  الحضارة المصرية لم تكن وثنية أو تعددية التعبد رغم تضارب فكرة تعدد الآلهة وعددهم في الحضارة المصرية القديمة بين 2800 إلى 1250 إلهًا،  أن المصريين القدماء كانوا يدركون أن هناك إلهًا واحدًا والحضارة كانت قائمة على مبدأ التوحيد 



ويشير إلى أن كتاب الموتى أشهر كتاب توحيدي في الحضارة المصرية جاء فيه عبارات قطعية تدل على وحدانية الخالق مثل "أنت الأول وليس قبلك شيء وأنت الآخر ليس بعدك شئ"، وجملة آخر على لسان الإله الواحد تقول "خلقت كل شيء وحدي ولم يكن بجواري أحد".



ولفت الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى أن كلمة "نتر2800" في اللغة الهيروغليفية لاتعني أن هناك 2800 إله ولكن تدل على توافر 2800 صفه للاله الواحد، بعد ان تشوهت الحضارة ودخلها تحريف الكهنة والقوى السياسية من أجل المصلحة الخاصة المترتبة على زيادة عدد الآلهة في تصفية الأحزاب والمعارضة وزيادة المعابد وبالتالي فرض الضرائب وقرابين الولاء لـ2800 إله.



 أن التاريخ المصري مزيف ومحرف بيد الكهنة والحكام.

يحتوي متحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية على نسخة طبق الأصل من بردية "آني" المتواجدة بالمتحف البريطاني، وهي إحدى النماذج المثالية لكتاب الموتى  من عصر الدولة الحديثة.



و لقد تم عرض نسخة من كتاب الموتى في المتحف البريطاني منذ مئات السنين وما زالت موجودة حتى الآن ، ويذكر أن تذاكر الدخول لمشاهدة الركن الخاص بالكتاب تعتبر الأغلى في متاحف بريطانيا.



إن كتاب الموتى الذي  لم يحرّف ويجب إعادة صياغة التاريخ من جديد لإثبات أن المصريين  القدماء أمنوا بإله واحد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق