بقلم آثرى محمود محمد مندراوى
مفتش آثار مصر الوسطى
السخرة ومعنها فى القاموس : 1-هو عمل يعمل قهرا من غير أجر 2-وهو الذى سخر من الناس والحيونات 3-وهو من يسخر منه الناس وذلك فى (المعجم الرائد) 4- السخرة هو من يشتغل قهرا وظلما دون مقابل وبلا أجر وهذا ما جاء فى( المعجم الغنى) كان نظام السخرة فى مصر أو بمعنى أدق وأوضح نظام الأشغال العامة يطبق على جميع عمال المعادن والمقابر والفلاحين فى عمل المشاريع العامة أو القومية التى تفيد مصر كلها وذلك بسببب الفيضان الذى كان يغرق معظم الأراضى الزراعية فى مصر ويغمرها بالمياة فتصبح برك لا تصح للزراعة وبذلك لا يجد الفلاحين عمل يعملونة ويعتبر فيها الفلاح شبة عاطل وهذا الفيضان كان يأخذ جزءا طويلا من السنة مما أستوجب على الحكومة المصرية آنذاك أنشاء الجسور ومنشئات الرى من حفر ترع وأقامة سدود وقناطر لتنظيم عمليات الرى والمشروعات التى تفيد البلاد كلها و ويستفيد منها الفلاح نفسه أيضا بطبيعة الحال
وقد كان نظام السخرة فى مصر القديمة نظاما معتدلا خالى من الإيذاء والقسوة فى المعاملة ولذلك ظهرت كفائات ممتازة من العمال المسخرين وهذا واضحا وجليا فى المنشئات التى تمت عن طريق السخرة كما يقولون فهذه هى الأهرامات المصرية والمعابد التى أقيمت تحت مسمى السخرة انظروا الى روعة البناء وقمة الأتقان والهندسة والعلم فكيف لعبدا مسخرا ان ينتج مثل هذه اللوحات الفنية البديعة والتى أبهرت العالم أجمع قديما وحديثا والى قيام الساعة أن شاء الله بل بالعكس ففى مثل هذه الأعمال البديعة لبد ان تتوفر مناخ خاص لكى يصل الفنان والعام فى أبداع وتصميم الأفكار من الورق الى الواقع بما لا يخالف العلم والعقيدة والعادات المصرية القديمة ولما كان الفلاح فى بطاله فى بعض أشهر السنه وكان فى حاجة الى الطعام والشراب لكى يعيش عملت الحكومات على توفير عمل لهم مقابل ماكلهم ومشربهم وكسوتهم
وايضا كان فى مجتمعات السخرة فى أماكن أنشاء المشروعات توجد مستشفيات ميدانية لكى تراعى وتتابع صحة العاملين فى السخرة فان مرض أحدهم تابعة الأطباء وقاموا بتقديم الدواء الخاص بحالتها ويستريح فى مكان أقامتة وأقامة العمال البيوت الخاصة بعمال السخرة بدون عمل أو جهد وأيضا مخابز ومصانع لأنتاج الجعة فقد عرف عن المصرى القديم ان غذائة اليومى هو الخبز المصنوع من الشعير مع الجعة وايضا عامل بريد لتواصل الرجال مع زويهم وأسرهم فى جميع أنحاء مصرمن شمالها الى جنوبها وهذا يدل على حسن المعاملة والتعامل معهم ولم يكن نظام السخرة طول حياة العامل بل ان العامل والفلاح يؤدية مرتين فقط فى حياتة كلها ولا يستدعى بعدها لأى عمل سخرة بعدها وكان سن السخرة هو 20 عام فأكثر ولم يعمل به النساء والاطفال والشيوخ وهذا أيضا يدل على حسن معاملة الضعفاء من الشعب وعدم اجبارهم على السخرة وهم ضعفاء
واقول ان هذا العمل موجود الى الآن فى معظم أنحاء العالم والمعروف بأسم العمل الخدمى أو الأشغال العامة فالنساء فى مصر الان قبل تعيينها وتشغيلها فى وظائف حكومية لأبد لها ان تحضر شهادة بانها قامت بعمل خدمة خدمت فيه البلد لمده لا تقل عن ست أشهر وأيضا عمل الرجال وتوظيفهم فى مصر الآن لأبد ان يكون قد أدى الخدمة العسكرية وهى فى وقت السلم أعمال خدمية حيث يقوم الجيش بأنشاء المشاريع العامة والقومية التى تخدم البلاد وتعمل على رفعتها وتقدمها ويقموا بأستخدام الجنود فى مثل هذه الاعمال وخلاصة القول فى نظام السخرة بعد كل ما عرضناه أن عامل العمل القومى او السخرة كما يدعون كان يعيش فى رغد ويسر كما لو كان فى بيتة تماما وهذا كله دلة عليه واثبتته حفائر قرية العمال فى الهرم وما وجد فيها من مراسلات من العمال لزويهم واسرهم من حسن المعاملة وطيب العيش ويسرة فى ايام السخرة وايضا مدن العمل فى تل العمارنة بالمنيا ودير المدينة بالأقصر المراجع -الحياة ايام الفراعنة تاليف ت ج جيميز -الحياة الاجتماعية فى مصر القديمة تالف سير و.م فلندرز بترى - د. حسين عبد البصير : مينا وتوحيد مصر - نظام الحكم فى مصر الفرعونية .. وقفة للتأمل بقلم:محمد صادق اسماعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق