الأقصر .. علاء الدين ظاهر
الأقصر اليوم في عيد..هذه ليست مبالغة لكنها حقيقة تبقت ساعات قليلة لتشهدها المحافظة التي إستعدت علي مدار الأيام الماضية للإحتفالية الكبري بمناسبة إفتتاح طريق الكباش طريق المواكب الملكية الكبرى المعروف باسم"طريق الكباش"،وهي الإحتفالية المقرر إقامتها ليست لإفتتاح الطريق فقط،بل للترويج السياحي لمحافظة الأقصر وابراز مقوماتها السياحية والأثرية ومظاهر الجمال بها، وإخراجها بالشكل الذي يليق بمكانة مصر أمام العالم.
تجهيزات كبري تمت علي مدار الأيام الماضية،وتتضمن معرضا للصور النادرة من القرن ١٩ في اماكن محددة علي الطريق،وهذه الصور تروي تاريخ معابد الكرنك والأقصر وطريق المواكب الذي يربط بين المعابد،وأهم الاكتشافات الاثرية وصور و مناظر للأعياد والاحتفالات التي كانت تقام في العصور القديمة،كما قامت الشركة المنفذة للإحتفالية بالتجهيزات اللازمة من ديكورات وعناصر فنية ومواد دعائية زينت الشوارع والميادين والأسواق بالأقصر
الإستعدادات تضمنت أيضا المناطق والشوارع المحيطة بمعبد الأقصر وطريق الكورنيش،حيث تمت أعمال رفع كفاءة الطرق و الأرصفة،والزراعات والأشجار والنخيل وأحواض الزرع الموجودة علي طول طريق الكورنيش والميادين،ودهان الأسوار و أعمدة الإضاءة وواجهات البازارات السياحية الواقعة علي الطريق وتجميل اللوحات الإرشادية بالشوارع،وذلك لتحقيق مظهر حضاري للمنطقة بأسرها.
# إحتفالات هنا وهناك
تفاصيل الإحتفالية كشفها لنا الدكتور مصطفي الصغير مدير عام أثار الكرنك وطريق الكباش،مشيرا إلي أنها ستكون علي غرار عيد الأوبت كما كان يحدث منذ ألاف السنين بين معبدى الكرنك والأقصر،حيث كانت تقام فيه قديما المواكب والإحتفالات،ومنها موكب المعبود أمون الذي يخرج من معابد الكرنك الي معبد الاقصر عبر طريق المواكب الكبرى"الكباش"والعودة الي معابد الكرنك مرة أخري،حيث كانت تعم الإحتفالات العظيمة أرجاء طيبة"الأقصر"،وهو ما سيحدث اليوم في الأقصر،حيث سيتم عرض وتقديم وغناء أنشودة آمون العظيمة،وهي أنشودة مصرية قديمة,
وقال أن الحفل يتضمن عدة فقرات منها ما هو في نهر النيل،حيث تبحر عدة قوارب ستتم إضاءتها بشكل مبهر،وفي الكرنك سيكون هناك مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس مصرية قديمة وسيقومون بالسير ضمن الموكب حتي معبد الأقصر،كما ستتم إضاءة معبد حتشبسوت بأضواء ساحرة ورائعة،وكل ما تتضمنه الإحتفالية تمت فيه مراعاة أفضل شكل للديكورات والعناصر الفنية والمواد الدعائية التي ستستخدم لتزيين الشوارع والميادين و الاسواق بالأقصر،وتصميمات الملابس والأزياء التي سيرتديها المشاركين في الاحتفالية والموسيقي المصاحبة لها،مع التأكيد أهمية الالتزام بالهوية البصرية للأقصر في كافة المشروعات والأعمال التي تمت ضمن المشروع،خاصة طلاء المنازل والواجهات والميادين والشوارع والميادين والأسواق بهدف إضافة هوية موحدة لمدينة الأقصر بكاملها، باعتبارها مدينة سياحية.
# مظهر حضاري متكامل
أما أعمال التطوير التي تمت تضمنت تمهيد الممشي ورفع كفاءة الطريق وإضاءة ليلية،وتزويد الطريق باللوحات الإرشادية بمواد مقاومة لأشعة الشمس،كما تم رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بجميع المواقع الأثرية بصفة عامة وتلك الموجودة علي مسار زيارة معابد الكرنك،كما تم تدعيم مسار زيارة معابد الكرنك بمزيد من اللوحات الإرشادية،لتعطي للزائر فكرة توضيحية عن الموقع الأثري ككل، وعن كل أثر علي حد،وإحلال اللوحات القديمة بأخري جديدة لتكون أكثر تفاعلا مع الزائر،بحيث تضم رسم توضيحي لمسار الزيارة وأهم الآثار الموجودة بالمنطقة و إرشادات الزيارة،وخاصة تلك المتعلقة بالاجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية المطبقة بالمواقع الأثرية للوقاية من فيروس كورونا.
ورفع كفاءة دورات المياه ونظم الإضاءة والممرات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة و إضافة المزيد من المقاعد والمظلات لراحة السائحين،كما تم تطوير الساحة الخارجية لمعابد الكرنك،وشمل ذلك تجديد وإحلال الأرضيات، وتزويدها بالإضاءة المناسبة ودهان الأسوار، وكذا أعمال الزراعة من الأشجار والنخيل وأحواض الزهور بالمسطحات الخضراء، لتحقيق مظهر حضاري متكامل للموقع بما يتفق مع القيمة الأثرية و السياحية للمنطقة بأكملها،كما قام فريق الترميم من وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع عدد من خريجي أقسام الترميم بجامعتي الأقصر وجنوب الوادي ومعهد الترميم بالأقصر،بترميم العمود الأول بصالة الأعمدة الكبري بمعبد الكرنك وإظهار ألوانه الأصلية،وذلك بعد إزالة آثار التلف التي سببتها عوامل التعرية
# محطات في الطريق
وإن كان تاريخ طريق الكباش يعود لألاف السنين،فإن مشروع تطويره وترميمه ليس حديثا بل قديم ويعود لأكثر من 15 عاما وتحديدا عام 2005 حيث أجريت حينها الدراسات اللازمة لإحياء طريق الكباش بين معبدي الأقصر والكرنك،ومر بعدة محطات نستعرضها فيما يلي.
2007
بدأ العمل الفعلي في مشروع طريق الكباش عام 2007 وإنتهت وزارة الأثار من أكثر من 60% من أعمال التطوير،وظل العمل يسير طبقا لخطة التطوير حتي توقف مشروع ترميم وتطوير طريق الكباش منذ عام ٢٠١١ في أعقاب أحداث ثورة 25 يناير وذلك لعدم وجود اعتمادات مالية،حتي تم إستئنافه مرة أخري عام 2017.
2010
حتي هذا العام وضمن أعمال الكشف عن طريق الكباش الذى يربط بين معبدى الأقصر والكرنك تمهيداً للانتهاء من أعمال الحفائر وإعادة ترميم الطريق ليصبح على ما كان عليه أيام الفراعنة،تمت إزالة أغلب المساكن والمحال التى كانت قائمة فوق مسار الطريق وتعويض أصحابها،تم الكشف حتى 2010 عن حوالى 80 % منه،وحينها ساهم المجلس الأعلي للأُثار بمبلغ 30 مليون جنيه لنقل هذه المساكن وإنشاء جسر عرضى فوق الطريق لتسهيل المرور،إضافة إلى 30 مليون أخرى لأعمال الترميم والتطوير،وحينها أسفرت الحفائر أيضا عن 128 تمثالاً على هيئة أبو الهول تم ترميمها.
2011
في هذا العام قامت شركة الصوت والضوء بتنفيذ مشروع لإنارة القطاعات التي تم الانتهاء من الكشف عنها وترميمها وتطويرها في الطريق المقسم ل 5 قطاعات وتبلغ حوالي 2000 متر حتى الآن من إجمالي 2700 متر هي طول طريق الكباش،حيث كان حينها المشروع مقرر له أن يتكلف 120 مائة وعشرين مليون جنيه،وحينها كان متفقا علي تنظيم احتفالية عالمية خلال أكتوبر 2011 القادم لافتتاح المشروع بهدف جذب السياحة العالمية إلي الأقصر،علي أن تم إنارة الطريق بأسلوب متطور بما يتناسب مع القيم التاريخية والأثرية والفنية والجمالية لهذا الطريق التاريخي والأثري والذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر،وذلك بإستخدام نوع متطور من الإنارة الخاصة التي تركز على العناصر الأثرية،مثل التماثيل والطريق الأثري الذي يتوسط الطريق وما عليه من اكتشافات أثرية مثل الورش ومعاصر النبيذ التي تم الكشف عنها وترجع للعصر اليوناني،وحينها تم بحث استكمال الجزء الباقى من المشروع ويبلغ 150 مترا من اجمالى طريق الكباش وذلك بعد توفير الموارد المالية اللازمة.
2013
بدأت وزارة الأثار في هذا العام التشغيل التجريبي لمشروع إنارة طريق أبو الهول المعروف بطريق الكباش بالأقصر لتسهيل زيارته الليلية بعد إضافته لخريطة مصر السياحية،حيث أن المشروع تم تنفيذه بالتعاون مع شركة مصر للصوت والضوء باستخدام أعلى تقنية ممكنة في العالم والمعروفة باسم الليد " Led"، وهو نظام سبق استخدامه بمشروعات إضاءة المواقع الأثرية،وفي هذا العام أيضا تم الانتهاء من 3 قطاعات بالمشروع حيث يتضمن الطريق 6 قطاعات،وال 3 التي انتهت أولها بدأ من معبد الأقصر، والثاني يقع خلف مكتبة مصر، والثالث يبدأ من طريق المطار وحتى مدخل أحد معابد الكرنك الثلاثة.
2015
إفتتح في هذا العام مشروع إنارة وتأمين معبد الأقصر بالإضافة إلي افتتاح القطاعين الأول والخامس من مراحل مشروع تطوير طريق الاحتفالات المعروف بطريق الكباش بمحافظة الأقصر،وتجديد نظام الإنارة الليلية لمعبد الأقصر جاء لتلافي أي تأثيرات سلبية قد تحدث نتيجة للحرارة الناتجة عن نظام الإنارة القديم، كما أن الشبكة الجديدة للإضاءة تتيح الفرصة لتوفير ما يقرب من 75 % من الطاقة الكهربائية المستهلكة داخل المعبد.
وفي هذا العام بلغت النسبة المنتهية من مشروع تطوير طريق الكباش حوالي 37 % من المراحل الإجمالية للمشروع،والتي تم انجازها بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتكلفة تقدر حتى الآن بحوالي 66.5 مليون جنية،حيث تم انجاز الأعمال المطلوبة بالقطاع الأول للمشروع والذي يبدأ من داخل معبد الأقصر وحتى 350 م،وهذه المرحلة تضمنت إزالة كافة أشكال التعديات الواقعة على الموقع وتعديل مسار السور الشرقي وتدعيمه بحائط ساند،وإنشاء سور في الناحية الخلفية للكباش يحمي الجانب الشرقي،وإتمام أعمال الترميم الدقيق للتماثيل الموجودة بهذا الموقع.
كما تم الانتهاء أيضا من أعمال القطاع الخامس للمشروع والتي تمتد في المنطقة الواقعة خلف مكتبة الأقصر وحتى طريق المطار بطول يبلغ 600 م، حيث تم الانتهاء من إزالة التعديات والمخلفات بالكامل بما يتناسب مع الطبيعة التراثية للموقع،كما تم إنشاء ممر بعرض 6م وسمك 60 سم،بالإضافة إلي إنشاء حائط ساند لتدعيم الجانب الغربي للقطاع خلف مكتبة الأقصر، مع إنشاء سور خلف الكباش من حجر مغطى بالطوب اللبن من الداخل، إلي جانب الانتهاء من إنشاء السور الخارجي الموازي للطريق وإتمام أعمال الترميم على جميع التماثيل التي تم العثور عليها أثناء أعمال الحفر بالموقع بالإضافة إلي إتمام إعمال الإنارة الليلية به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق