23‏/11‏/2021

طريق الكباش..مدير متحف مكتبة الإسكندرية:إحتفالية عالمية ستليق بمكانة مصر

علاء الدين ظاهر

تتجه أعين العالم كله في الايام القادمة إلى مدينة الأقصر، (أو "مدينة طيبة" القديمة)، الأثرية العالمية لمشاهدة افتتاح طريق الكباش للزيارة والاحتفالات التي كان يقوم بها القدماء المصريون منذ أكثر من خمسة آلاف عام خلال "عيد الأوبت". فما قصة طريق الكباش؟ وما حكاية "عيد الأوبت"؟،هذا ما كشفه لنا د.حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية.



قال:طريق الكباش، أو طريق "أبو الهول" بمعنى أصح، هو طريق كان يربط بين معابد الكرنك في الشمال ومعبد الأقصر في الجنوب، وكان يمتد بطول حوالي 2700 متر. وكانت تحف به تماثيل "أبو الهول" في معابد الكرنك على شكل "أبو الهول" برأس كبش، والكبش هو رمز الإله آمون رع المقدس.



وأطلق المصري القديم على هذا الطريق اسم "وات نثر"،" بمعنى "طريق الإله". وعُرف في معابد الكرنك باسم "تا ـ ميت ـ رهنت". وتعني "طريق الأسود" أيضًا. وكان يوجد حوالي 1200 تمثال على جانبي الطريق. 



و"عيد الأوبت" هو احتفال مصري قديم كان يُقام سنويًا في طيبة (الأقصر) في عصر الدولة الحديثة وما بعدها. وكان فيه يتم نقل تماثيل آلهة ثالوث طيبة المكون من الإله آمون والإلهة موت وابنهما الإله خونسو داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير، من معبد آمون في الكرنك، إلى معبد الأقصر، في رحلة تمتد إلى حوالي 2700 متر.



وكان يتم التأكيد في ذلك الاحتفال على لقاء الإله آمون رع رب معابد الكرنك مع الإله آمون رب معبد الأقصر، وتجديد الولادة، وكان الموضوع الأساسي في ذلك الاحتفال، وكذلك إعادة تتويج الملك وتجديد شرعيته لحكم البلاد.



وجاءت كلمة الأوبت من التعبير "حب نفر إن أوبت" في اللغة المصرية القديمة. ويعني "العيد الجميل الخاص بالأوبت". وكان يتضمن ذلك الاحتفال أيضًا اللقاء السنوي والزواج المقدس بين الإله آمون رع وزوجته الإلهة موت.



 وكان يتم نقل تمثال الإله آمون رع من قدس الأقداس في معبده في معابد الكرنك ووضعه في زورقه المقدس. وكانت تُحمل الزوارق المقدسة الخاصة بالرب آمون رع وزوجته الربة موت وابنه الرب خونسو على أكتاف الكهنة.



 وكانت الرحلة تبدأ بالزوارق المقدسة وسط مجموعة من العازفين والموسيقيين والزمارين ومجموعة من الجنود على العربات الحربية متجهين إلى معبد الأقصر على ترانيم تمجد الإله آمون رع وتعلي من شأنه وتدعوه إلى إسباغ فضله وحمايته ورعايته على ملك البلاد. وكان يبحر قارب ملكي مع قوارب الآلهة المقدسة. وكانت الطقوس في "غرفة الملك الإلهي" تعيد الاحتفال بتتويج الملك، وبالتالي تأكيد أحقيته بمُلك البلاد.



وفي نهاية الاحتفالات في معبد الأقصر، كانت تعود المراكب المقدسة مرة أخرى إلى معابد الكرنك. وفي الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر القديمة، كان يتم نقل التماثيل من وإلى معابد الكرنك ومعبد الأقصر عن طريق القوارب في النهر، وليس عن الطريق البري. 



ونتوقع احتفالية عالمية تليق بمصر العظيمة ومكانتها الخالدة لدى الجميع في جميع أنحاء العالم، وإن شاء الله لن تقل إبهارًا عن احتفالية نقل المومياوات الملكية، في ظل احتفال مصر بالعيد القومي لمحافظة الأقصر الغالية، وفي ضوء اهتمام الدولة الكبير بمدينة الأقصر العالمية، وفي الذكرى التاسعة والتسعين لاكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون. وكل عام وحضراتكم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق